فيديو| «أم كاراس» 25 عاما في مهنة المكوجية

مرتدية كمامة سوداء، تعمل «أم كاراس» منذ 25 عاما مكوجية في أحد المحال بمحافظة المنيا، من أجل مساعدة زوجها الذي ورث المهنة أبا عن جد. على مدار 4 سنوات أتقنت الأربعينية المهنة جيدا وأصبح لها زبائنها الذين يترددون عليها من الثامنة صباحا وحتى الثانية فجر اليوم التالي.. «باب مصر» يتعرف على قصتها.

مساعدة للزوج

تتحدث «أم كاراس»، عن سبب لجوؤها لهذه المهنة، وتقول: هي مهنة زوجي ورثها عن أبيه وجده، وكان يعمل حينها بأحد المصانع، فلم يستطع التوفيق بين وظيفته ومهنة المكوجي، والمحل يدر لنا دخلا، فعرضت عليه أن يعلمني الصنعة وأقف مكانه في المحل، فوافق وعلمني الصنعة وعلى مدار أربعة أعوام أصبحت أدير المحل بمفردي.

وتتابع: “بقالي هنا 25 سنة قضيتها في المكواة من عام 1995 إلى الآن، تحديت العادات والتقاليد الصعيدية، ولا يوجد ما أخجل منه في عملي “الشغل عمره ما كان عيب.. العيب مد الإيد”. فالجميع هنا يعرفني ويشهد لي بطيب الخلق والسمعة الحسنة، وأنا أحب جيراني كثيرا وهم فخورين بي، لا يهم العمل في مهنة صعبة مقتصرة على الرجال، ولكن الأهم الوقوف بجوار زوجي ومساعدته.

تقبل الناس

وتحكي «أم كاراس» عن ردود الأفعال حول عملها مكوجية لأول مرة، وتقول: “كنت خايفة جدا أول مرة نزلت فيها الشارع، ومكنتش عارفة الناس هتتقبلني ولا لا، وفي البداية اندهش الناس من عملي، ولكن بعد ذلك تقبلوني وأصبحت مشهورة والجميع يعاملني باحترام”.

أما عن أصول المهنة، فتقول: “المكوجية ليها أصول زي أي مهنة غيرها، لا تتقبل الخطأ، وعلى مدار 25 سنة لم أتلق شكوى من أي زبون واحد، فعلمني زوجي أصول الصنعة وكيفية الكي والتفريق بين الأقمشة المختلفة، فهناك الكي على البارد، وهناك ما  يستلزم “قميص” المكواة، وأقمشة تحتاج إلى “فرطة”، وجلاليب رجالي تكوى معدولة وأخرى مقلوبة، وأخيرا درجات الكي لكل قطعة قماش عن الأخرى”.

متاعب المهنة

على الرغم من التعب الذي تسببه المهنة لـ«أم كاراس»، إلا أنها تحب ما تعمل، فتقول: أصبحت أعاني مؤخرا من آلام في القدم والظهر، ولكن أرى أن المهنة مسلية، وتعاملت من خلالها مع أغلب طبقات المجتمع، وأحب كل ما فيها، حتى أيام الضغط التي تكون يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وتعمل كل يوم من الثامنة صباحا وحتى الثانية فجر اليوم التالي، ويوم الأحد إجازتها الأسبوعية.

أمنية أخيرة

«نفسي عيالي يتعلموا أحسن تعليم» هذا ما تتمناه «أم كاراس» في ختام حديثها، وتقول: أحلم بمحل صغير يكون ملك لنا أيضا.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر