معرض «قوص التي لا نعرفها»: تحولات مدينة عبر العصور

معرض جديد للفنان أحمد الطباخ بعنوان «قوص التي لا نعرفها» يرصد فيه تفاصيل وملامح الماضي للمدينة العريقة، شوارعها وبيوتها، ملابس أهلها، والتغيرات التي لحقت بها على مر العصور. المعرض تتواصل فعاليته منذ الخميس الماضي بمدرسة مصنع السكر الثانوية بنات.

قوص التي لا نعرفها

قال سيد على خليل، مدير مدرسة مصنع السكر: جهزنا المعرض عن قوص بلد العلم والعلماء، وحتى تتعرف الأجيال الجديدة على تاريخ قوص من خلال الفن التشكيلي، ونحافظ على الموروثات القديمة التراثية الجيدة التي أعلت من شأن ومكانة قوص في الماضي.

وأضاف الأديب أحمد محمد حسن، أن الفنان أحمد الطباخ هو فنان تجريدي متميز، مشيرا إلى أنه يرصد ملامح وحياة مدينة قوص في الماضي، وذلك لتعريف الأجيال على ملامح هذه الحياة التي نتشبث بها باعتبارها ملامح الهوية القومية.

وأشار حسن إلى أنه هناك بعض اللوحات التي تعبر عن عازفي الربابة، ولوحات للسيدات يحملن اللافحات الكبيرة التي تعبر عن الزمن القديم، كما رصد الفنان ملامح البيوت القديمة والشخصيات الشعبية، وفارس الحصان بأسلوب تجريدي، يمزج بين الخط العربي والفن التشكيلي.

إطلالة على الماضي

وذكر الفنان التشكيلي أحمد الطباخ، أنه من خلال معرضه ألقى الضوء على بعض الملامح البسيطة لمدينة تعيش فينا ونعيش فيها، وتحدث من خلال تلك اللوحات الفنية عن إطلالة على الماضي، وعن أشياء كانت موجودة في قوص واندثرت.

ولفت الطباخ إلى أن المعرض يتحدث عن قوص التي لا نعرفها، والتي نجهل معلومات كثيرة عنها، وذلك من خلال إطلاق حملة “بأيدينا نجملها” في الإدارة التعليمية بقوص، وبدأ في تصميم تلك اللوحات لتضم كافة العصور التي مرت بها مدينة قوص، بداية من العصر الفرعوني حتى العصر الحديث، وبدأ التطبيق اللوني على اللوحات.

وتحدث الفنان أنه بدأ برسم المعابد الموجودة بمنطقة الشيخ يوسف، واسم مدينة قوص بخرطوشة فرعونية، ورسم دار سك العملات القديم بقوص في العصر الفاطمي، ومئذنة  الجامع العمري، ودمج كلمة اقرأ دلالة على بلد العلم والعلماء، وعبر في اللوحة على حفظ أحشاء الموتى، بدلالة التحنيط في الفن الفرعوني بقوص، وجزء من المسجد العمري وخلفه الكنيسة  دلالة على مشاركة الأخوة الأقباط في الوطن، وعبر أيضًا على مقامات الأولياء وزراعة قصب السكر ومصانع قوص والفن الشعبي من خلال إحدى اللوحات.

المظاهر المندثرة

كما تناول الفنان في لوحات أخرى بالمعرض المظاهر المندثرة في ثلاث نسوة تربط لافحات كبيرة وعريضة تضعها المرأة بطريقة غريبة فوق رأسها، والزي الأسود الذي اندثر حاليًا فهو زي مصري فرعوني أصيل، مشيرًا إلي أنه أراد توثيق تلك اللوحة تعبيرًا عن ثقافة السيدات في تلك الحقبة.

وتطرق الفنان في لوحاته إلى توثيق فن المرماح والتحطيب الذي أقيم في الماضي في منطقة واسعة بالمدينة، وأراد أن يوثق الفنون الشعبية المصرية الأصيلة التي اندثر بعضها وباقِ قليل منها. كما أهدي الطباخ لوحتين معبرتين عن السيرة الهلالية بالفن التشكيلي للفنان الراحل الكبير سيد الضوي، الذي كان يحفظ أكثر 200 ألف بيت شعري في السيرة الهلالية، ويرى أن الشاعر الإنسان سيد الضوي أفضل راوي سيرة هلالية وبوفاته السيرة الهلالية فقدت 90% من تداولها، ويتمني إحياء تراث السيرة الهلالية وإعادة قراءتها بطريقة حديثة لجذب الفئات الصغيرة.

وصمم الطباخ جدارية مرسومة على اللوحة وغير في بعض العناصر التي تشير لقوص، وعرض فيها مقام ابن دقيق العيد قاضي قضاة مصر، والدورة التي تصاحب احتفالات أولياء الله الصالحين والتي لم ترها أجيال كثيرة الآن. مشيرا إلى أنه تناول منطقة النوبة بتفاصيلها التي تغيرت في الفترة الحالية ومنها البيوت القديمة والعائلات الأصيلة والسيدات وأوراق الكوتشينة.

مؤكدا أنه أضاف معلومات جديدة يسمعها ويشاهدها القوصي عن بلده، من خلال لوحات الفنون التشكيلية التي رسمها.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر