مصر ما بين «الجمهورية» الأولى والثانية.. قصص
تزامنا مع بدء مدة رئاسية جديدة من عمر الجمهورية الثانية، التي ولدت من رحم ثورتي 25 يناير و30 يونيو، لتستكمل مسيرة الحكم الجمهوري الذي حققته ثورة يوليو 1952، حصلت “ولاد البلد” على مستند من أرشيف مجلة آخر ساعة في عام 1978، يوثق لأول إعلان لقيام النظام الجمهوري في مصر، كما حصلت على عملتين مصريتين معدنيتين، تؤرخ لتحول المملكة المصرية إلى جمهورية مصر حتى نهايات 1957، وتحولها بعد ذلك 1958 إلى مسمى الجمهورية العربية المتحدة.
أزف إليكم أعظم بشرى
بحسب ما نشر في مجلة آخر ساعة في عدد يوم الجمعة، الموافق 31 يوليو 1987، ضمن سياق تحقيق صحفي حول دور الإذاعة في الحياة المصرية، والذي لفت إلى أن أول إعلان عن قيام الجمهورية حدث من خلال ميكروفونات الإذاعة المصرية، وحسب السياق، فالمكان حديقة الأندلس، والزمان الثامن عشر من يونيو لعام 1953، والحدث بث إذاعي خارجي بمناسبة احتفالات عيد الجلاء، وبينما الجماهير محتشدة تنتظر فعاليات الحفل، يفاجأ الجميع بصعود الفنان يوسف وهبي على خشبة المسرح، يصدح بصوته الأجش معلنا: “أزف إليكم أعظم بشرى، فقد أعلنت الجمهورية وأعلن محمد نجيب رئيسا لها، ثم هتف ثلاثا، تحيا مصر”.
جمهورية مصر “الهلال والنسر”
ويلفت معروف عبدالجليل، موجه تاريخ بالمعاش، 80 عامًا، إلى أنه بعد قيام الثورة وإجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه الأمير أحمد فؤاد ، وتعيين أحد الضباط الأحرار وصيًا على العرش، اجتمع مجلس قيادة الثورة في بدايات عام 1953 وتم التصويت بإعلان الجمهورية وتعيين محمد نجيب رئيسا لها، لافتا إلى أنه تم الاتفاق وقتها على أن يصبح اسم الدولة المصرية، “جمهورية مصر”، وكان وقتها يوضع علم التحرير بعلامة النسر بجانب العلم الأخضر ذو الهلال وثلاث نجمات، مضيفًا أن الاسم الرسمي المستخدم “جمهورية مصر” استمر حتى بعد إقالة نجيب من منصبه، واختيار عبدالناصر من قبل مجلس الثورة، ليخلفه على حكم مصر في عام 1954 وظل مستخدما إلى إعلان قيام الوحدة مع سوريا عام 1958.
الجمهورية العربية المتحدة
يكشف وليد حجازي، من هواة العملات التذكارية، أن مجموعته من العملات المصرية تحوي عملتين معدنيتين، تؤرخا لتحول مصر من النظام الملكي إلى الجمهوري في 53، باسم “جمهورية مصر” وتطور ذلك إلى إعلان الوحدة مع سوريا في 58 “الجمهورية العربية المتحدة”.
ويلفت حجازي إلى أن العملة الأولى من فئة الخمسة مليمات “التعريفة”، وهي من النحاس الأصفر يعود تاريخها إلى عام 1957، وقد كتب على وجهها الأول “جمهورية مصر”، أما الوجه الثاني فقد احتله وجه تمثال أبي الهول.
ويوضح حجازي أن تاريخ العملة يشير إلى أنها صدرت في أواخر عهد “جمهورية مصر” وقبل إعلان “الجمهورية العربية المتحدة”.
ويتابع حجازي: أما العملة الثانية، فهي من النحاس الأصفر أيضا، ومن فئة العشرين مليما “قرشين”، وتعود إلى عام 1958، وقد عنونت باسم “الجمهورية العربية المتحدة”، ملمحًا إلى أنه طبقا للمصادر التاريخية تم انتخاب عبدالناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة، بموجب استفتاء شعبي في كلا الإقليمين المصري والسوري، والذي فاز به عبدالناصر بنسبة 98%، مشيرا إلى أن عبدالناصر حافظ على اسم الجمهورية العربية المتحدة حتى بعد الانفصال وحتى آخر أيام حياته، وفي أوائل الثمانينيات من عهد أنور السادات، تغير الاسم إلى “جمهورية مصر العربية”، وهو الاسم الرسمي لـ”مصر” المستخدم إلى وقتنا هذا في جميع المحافل الدولية، الرسمية وغير الرسمية، وهذا الاسم شهد أفول نجم الجمهورية الأولى وقيام الجمهورية الثانية.
3 تعليقات