صور| مقتنيات الجدة "رضية" تكشف حياة السيدات من الأربعينيات للسبعينيات

“حاجات جدتي وجدتك أو الرفايع” هي الأشياء التي تحب النساء الاحتفاظ بها في المنزل، وربما تصبح أنتيكات مع الوقت؛ ترى فيها الأم أو الجدة قيمة، قد لا يراها باقي أفراد الأسرة، حتى أن بعضها يختفي مع الزمن مثل الأداوات المستخدمة في الطبخ، والكتب القديمة، وملصقات أو بعض الأشياء.
ونجد في خزائن الجدات الكثير من هذه الأشياء، التي تنقل لنا كيف كانت حياة السيدات في حقبة ما من الزمن،  فضلا عن إثارتها لنوستالجا الحنين للماضي وزمن الأجداد الذي لم نعشه، وفي رحلة بسيطة داخل منزل الجدة “رضية” إحدى الجدات في محافظة قنا، سنتعرف على أنتيكات أو “رفايع” قد تمتلكها جداتنا حتى الآن، خاصة من الثلاثينيات وحتى السبعينيات، وتفتح لنا صورة متخيلة عن كيف كان يومها.
في مدينة أبوتشت، تحديدا قرية قصير بخانس، يقع منزل الجدة رضية التي توفت منذ عام فقط، عن عمر يناهز 88 عامًا، حيث كانت ربة منزل ورغم مولدها في عصر قليل من الفتيات تعلمن فيه؛ تعلمت القراءة والكتابة على يد زوجها مصطفى كامل، ابن حسن أفندي، في حقبة الأربعينيات، ولديها ابن وحيد هو حسن مصطفى كامل، 58 عامًا.


ومازالت الأشياء موجودة في منزلها الذي لم يعد أحد يسكنه بعد وفاتها، الذي صحبنا إليه ابنها، حيث تجد أدوات المطبخ مثل “الهون النحاسي” الذي يصل وزنه لأكثر من 5 كيلو جرامات، وعلبة الرفايع التي تحفظ بها الخيوط، وإبر التريكو والكروشية، وأدوات الخياطة العادية من الزراير والأختام، وأي أشياء صغيرة، بالإضافة لمنبه قديم معدني قد لا تراه إلا في أفلام الأبيض والأسود.
وهناك أيضا في مقتنيات الجدة؛ حقيبة أوراق تحمل قفلا معدنيا، حيث تشبه الحقيبة  “السامسونيات” التي ظهرت فيما بعد، وظلت تحتفظ بها الجدة “رضية” بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 50 عامًا كنوع من الوفاء له، بحسب ابنها حسن مصطفى كامل، بالإضافة للكتب القديمة التي يملكها زوجها ووورث بعضها عن أبيه حسن أفندي، وبعض الملصقات لآيات قرآنية كانت تزين بها جدران المنزل لمنع الحسد وطرح البركة به.

مجلة الإذاعة والممثلات

قديمًا كانت مجلة الإذاعة تصدر ملحقا به صور لفنانيين وممثلين وملحنيين، بالإضافة لأشهر قارئ قرآن، ومن من بين الصور ستجد كمال الشناوي  وأحمد رمزي، كما كانت تضع بجوار الصور داخل الملحق صورا لبعض أفراد الأسرة، وفي ملاحق أخرى كانت تصدر صور لعارضات أزياء، التي كانت تحب اقتنائها لحياكة فساتين وملابس على الموضة حينها، ستجد من بين الممثلين صباح وليلى فوزي.
ويقول حسن، الابن، إنها كانت تحب أيضًا الاحتفاظ بصور أفراد من العائلة وليس فقط أسرتنا، وتعتبر مرجعا للعائلة في حفظ الصور القديمة، مشيرا إلى أنها احتفظت أيضا بكراساته وهو طفل في السبعينيات، وهي كراسات كانت تصدر من وزارة التربية والتعليم، بلون روز وكان غلافها يحمل من الخلف كلمات ومعلومات عن سيناء الحبيبة.
أيضا اهتمت الجدة بالمحافظة على مكتبة شرائط الكاسيت والشرائط الموجودة بها، متذكرا أنها ظهرت أثناء انتشار سفر الشباب لدول الخليج، فكانت الشرائط لا تستخدم فقط كوسيلة لسماع الأغاني بل لمراسلة الأبناء والأحباب ممن سافروا للعمل بالخليج.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر