مسجد قايتباي.. الأثر الأغنى بالزخارف الإسلامية
كتب- إيمان عبداللطيف
الباب مزخرف من الخارج بحليات نحاسية، ومن الداخل استخدمت فيه المفروكة. وهي نوع من الزخارف الهندسية في الفنون الإسلامية تعتمد على الخرط الخشبي كالأرابيسك.. هذا أول ما تراه في “مسجد قايتباي” بالفيوم.
يقع مسجد قايتباي بميدان مطافي الفيوم، في حي الصوفي، كان يطلق على الميدان شارع سوق”الصوف”، وفي بداية إنشائه كان مسجدًا جامعًا، كان يتكون من صحن وأربعة أروقة، وأربع أيوانات.
منبر مسجد قايتباي
المنبر مطعم بالعاج المستخرج من سن الفيل، وبسبب تأثير الرطوبة وغيرها من العوامل سقطت بعض الأجزاء الصغيرة أو الضعيفة من مكانها في الخرط، لكن الحالة العامة جيدة، مقارنة بباقي أجزاء المسجد.
وبالنسبة للجزء العلوي منه فزخارفه ليست مطعمة، لكنها منحوتة ومرسومة بالألوان، وبدأت تتقشر وتسقط بسبب الرطوبة.
يقول إبراهيم رجب، مديرعام الآثار الإسلامية والقبطية بالفيوم، إن السلطانة خوندا اصلبا، زوج الملك قايتباي، هي من أنشأت المسجد في عهد انبها المسجد السلطان محمد قايتباي بين عامي 903 إلى 905 هجريًا (1497 – 1499).
هدم جزء من المسجد قايتباي
يتابع إبراهيم في عام 1882 هدم جزء كبير من المسجد ما يقرب من نصف مساحته.. لكن لجنة حفظ الآثار حاولت الحفاظ على المتبقي منه، وأعيد إنشاء باقي المسجد على نفس النمط القديم.
ويضيف أنه يوجد خارج المسجد “مكسلتين”، من الحجر وجودهما لراحة المصلي العجوزعند الخروج حتى يتكأ عليهما.. وبه شريط كتابي على جانبي المسجد، به تاريخ الإنشاء ورنكين أي سرة مستديرة، بها ألقاب السلطان أعز نصره.
يضيف إبراهيم أن المسجد أنشئ في عصر ازدهار معماري وأثري فترة الملك قايتباي، وهو عصر اشتهر بكثرة الزخائر والزخارف.
المسجد يأخذ الشكل التقليدي
المسجد يتبع الشكل التقليدي القديم.. فالأروقة تحتوي على أعمدة تجاه المحراب.. كذلك رواق القبلة والجزئين الجنوبي والشمالي، وجهات المسجد له 4 وجهات مكشوفة للشارع.. ما عدا الوجهة الشرقية تجاه القبلة.
أما باب الدخول فيصعد إلية بدرجتين، وهو مردوم حاليا، ومن المقرر أن يظهر كما كان عليه عقب عمليات الترميم، ونتيجة تقلص حجم المسجد، فقد أصبح السحن أقل مساحة.
الحالة الأثرية والمعمارية
وعن الحالة الأثرية والمعمارية يذكر مديرعام الآثار الإسلامية بالفيوم، إن حالته بشكل عام جيدة، لكنه يحتاج إلى ترميم، وخلال الأشهر المقبلة، نعتزم البدء في عمليات الترميم.
يذكر أنه قبل عام تبرع أهالي المسجد بمبلغ لإعادة تهيئة المسجد، لكنها لم تكن كافية، وفي شهر أبريل الماضي، تبرعت الأوقاف بنصف مليون جنيه لترميمه.
تعليق واحد