مسجد “الست حورية”.. نفحة آل البيت في بني سويف
كتب – محسن عيد:
مسجد السيدة حورية “الست حورية” هم المزارات السياحية والدينية في بني سويف، تم بناؤه قبل 1905 بشارع البحر.
منتصر عجمي، باحث أثري، ومفتش الأثار الإسلامية ببني سويف، يقول إن المسجد أطلق عليه اسم السيدة حورية، التي يرجع نسبها إلى الإمام الحسين وهى زينب الصغرى، ابنة عبدالله بن شرف الدين بن الإمام الحسين.
يضيف عجمي أنه مما يقال إنها قدمت مع الفتوحات الإسلامية الأولى، وحضرت فتوح البهنسا الكبرى، وعند عودتها أصيبت بالحمى وماتت فدفنت في بني سويف .
ويعلق منتصر أن هذه القصة لا تتوافق مع الحساب التاريخي لمولدها ونشأتها، لكن ورد أن السيدة زينب، التي أطلق عليها حورية لجمالها الباهر توفت في 17 من عمرها، بعد إصابتها بالحمى الشديدة.
وقد قدمت السيدة زينب مع عمتها زينب الكبرى، صاحبة المسجد الكبير في القاهرة، مع أهل بيت النبي بعد حادث كربلاء، واستشهاد الإمام الحسين، وعرفت بحب الترحال، وكانت تجوب مصر كلها، فذهبت لزيارة المهنسا مرضت ودفنت هناك، وكان معها اثنين من التابعين، هما الشيخ سعد والشيخ يوسف، وقد دفنا بجوارهاأيضًا.
يتابع عجمي أن المسجد شرع في بنائه محمد بك إسلام، أحد رجال الاقتصاد في مصرالحديثة، أحد تلامذة طلعت حرب، كما أنشا مصنع للنسيج وىخر للسرج ومكتبة كبيرة، وهي أول مكتبة عامة في محافظة بنى سويف.
كان إسلام بك من محبي آل بيت النبوة، ومما يروى أن السيدة زينب الصغرى زراته في منامه أكثر من مرة وطلبت منه بناء مسجد لها، ومن هنا اقترن المسجد بـ”الست حورية”، لكن إسلام بك توفى قبل إتمام البناء، فأكمله بعده ابنه عثمان عام 1323 هـ.
وعن طراز المسجد وتصميمة، يقول ياسر محمود، مفتش الآثارالإسلامية والقبطية، إن المسجد أنشأه معماري إيطالي على الطراز المملوكي، وللمسجد واجهة من الناحية الشمالية الشرقية بها المدخل الرئيسي وهو مدخل ثلاثي مدائني بعقد به مقرنصات .
ضريح السيدة حورية يوجد بعد فتحة المدخل، ويوجد علية نص تاسيسي باسم محمد باشا إسلام، وتاريخ الإنشاء 1923.
يوجد أيضا بجور قبر السيدة حورية ضريح الشيخ سعد الدين، وهو أحد المرافقين أو التابعين للسيدة حورية في رحلة البهنسا، وعندما ماتت أبى أن يتركها حتى توفى ودفن جوارها.
ينقسم المسجد إلى جزئين رئيسيين الجزء الشمالي الغربي، وبه القبة الضريحية للسيدة حورية والشيخ سعد الدين، أما الجزء الثاني فهو بيت الصلاة، ومن الداخل ينقسم إلى ثلاثة صفوف من الأعمدة الحجرية، تحمل عقودًا مدببة فوقها سقف خشبى مزخرف.
والمنبر أنشئ على الطراز العثماني بقبتين، وقبة تعلو جوسق الخطيب، ومزخرف بزخارف المفروكة، وريشة المنبر تزينها الطبق النجمي المحفور .
ويقول محمد أبو الخير، الباحث في علم الآثار الاسلامية ذكرها على مبارك فى خططه التوفيقية وكتب فى الجزء التاسع ص 92 ، 93 “بني سويف هي مدينة كبيرة بالصعيد الأدنى، واقعة قبلي بنحو ساعة ونصف على الشاطئ الغربي من النيل بها مساجد عامرة ومنها مسجد “الشيخة حورية”، ويعمل لها ليلة كل سنة”.
وجاء أيضا في الضوء اللامع للسخاوي “إن هذه القرية كانت تعرف قديما ببنى مسوية، ثم اشتهرت ببني سويف، بعد أن كان ينتسب إليها بالبنمساوى ثم صار يقال لها السويفي، وإليها ينسب الشيخ محمد عبد الكافي بن عبد الله بن أبى العباس بن أحمد بن على بن محمد محب الدين الأنصاري البنمساوي، الذى يعرف بالسويفي، ولد تقريبا سنة 770هـ بالقاهرة”.
يقول مؤمن مخلوف، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية ببني سويف، إن لجنة المراجعة بالآثار الإسلامية، وافقت على ضم المسجد، مضيفًا أن ذلك تأخر كثيرًا، إذ إنه من الأماكن المهمة في المحافظة.