في ذكرى مولده.. ماذا تعرف عن سلطان دشنا؟

تزامنا مع ذكرى مولد “سلطان دشنا” الشيخ كحول، كشف عدد من محبيه عن تفاصيل حياته وظروف معيشته الفقيرة، مؤكدين أن الشيخ لم يكن مشغولا بمتاع الدنيا وكان يكفيه أقل القليل.

وأوضح المحبون أن وجبته المفضلة  كانت “البصل” المشوي وكان زيه الوحيد هو قفطان الألاجة الذي يستر عورته، وكان يسير في شوارع دشنا ممسكا بنبوته ليتابع الأحوال، يعطي السائل ويغيث الملهوف ويجود بما لديه، فهو السلطان.

بصلة وقفطان

يشير زغلول عبد الدايم، 74 سنة بالمعاش، إلى أن الشيخ كحول لم يكن شرها في تناول الطعام وكان يأكل القليل، ولكن بالنسبة للبصل المشوي فكان يحب تناوله، وكان كلما حضر إلى منزلنا يطلب مني البصل ويتمتم قائلا: “زغلول، بصلة، بصلة” وإذا ما أحضرت له المطلوب تناوله في فرحة وسعادة مثل الطفل الصغير، لافتا إلى أن الشيخ كان يرفض تناول اللحوم ويتناول الأطعمة الشعبية مثل الفول أو النابت وكانت وجبته عبارة لقيمات قليلة.

ويقول محمود عبد العزيز، 65 سنة خادم ضريح الشيخ إن أحد الأسباب التي جعلت من الشيخ كحول سلطانا لدشنا، أنه كان من أسخى الناس عطاء رغم أنه لم يكن يملك من الدنيا شيئا، لافتا إلى أنه عرف عنه أنه إذا طلب منه أحد محبيه شيئًا مهمًا كان أعطاه له، لافتا إلى أن الشيخ كان يمتلك عشرات العصي المختلفة وزع أغلبها على محبيه ومريديه، كما وزع عددًا من ملابسه.

ويروي عبد العزيز أنه في أحد الأيام أهدى له أحد محبيه قطعة قماش من الصوف الإنجليزي الثمين، ليصنع منها عباءة أو جلبابًا يقيه من برد الشتاء، ولكن الشيخ ما إن خرج قاصدًا دكان الخياط حتى قابله أحد محبيه وطلب منه قطعة القماش فأعطاها له مبتسمًا.

المعلم
ويشير بهيج حلمي، متصوف رفاعي 53 سنة، إلى أن الشيخ كحول كان من محبي اقتناء الكتب الدينية وكتب القران والمجلات الإسلامية، مضيفا: “كنا نستغرب حين نراه داخلا إلى حجرته ومعه مجموعة من الكتب، فهو لا يعرف القراءة والكتابة ولكن عرفنا بعدها أن الشيخ كان يعطي الأطفال الفقراء كتب القرآن ليتعلموه، وكان في نفس الوقت يعير كتب الفقه والتفسير للمهتمين من مريديه والذين لا يقدرون على ثمن تلك الكتب”.

ويوضح معروف عبد الجليل، 83 سنة، مدير مدرسة بالمعاش، أن الشيخ كحول كان دائم التردد على مدرسة دشنا الإعدادية، وكان يهتم بشكل خاص بمتابعة حصص القرآن والقراءة، حيث كانت تظهر عليه سعادة كبيرة حين كان الصغار يتفوقون في تلاوة القرآن، مضيفا أنه مكتبة ضخمة من الكتب للأسف ضاع أغلبها، ولم يبق إلا كتب القرآن المحفوظة في ساحته.

“ما تخافش”

يتذكر صلاح غزالي 80 سنة بالمعاش، أن الشيخ كان ودودًا جدًا مع الأطفال وكان يداعبهم ويلاطفهم وأحيانًا يعطيعم بعض القروش لشراء الحلوى، وإذا تصادف أن خاف أحد الأطفال من هيئته كان يربت على كتف الطفل في حنان، ويقول له: “ما تخافش ما تخافش”، ثم يضحك معه ويطمئنه فيطمئن الطفل.

موريس فلتس، 79 سنة مدير مدرسة دشنا الإعدادية الأسبق، يروي أنه في الثمانينات كادت أن تحدث فتنة طائفية بين طلاب المدرسة الأقباط والمسلمين على خلفية تردد إشاعة بين الطلاب أن طالبًا قبطيًا يستخدم مادة ما ترش على ملابس الطلاب تأخذ شكل الصليب، قائلا: “كان الأمر مخيف بالنسبة لي كوني مدير المدرسة وفي نفس الوقت قبطي، لكن السلطان لعب دورًا مهمًا في التخفيف عني وطمأنني واحتوى الموقف فكان يتردد على المدرسة بشكل يومي، وكلما قابلني كان يقول لي: “ما تخافش”، ولاحظت أنه خلال تواجده لا تحدث أي مشاحنات بين الطلاب وأخيرا وبعد أيام انتهى الأمر وتم احتواء الأزمة وانتهت الإشاعة”.

الزعيم

يوضح مبارك عبد اللطيف 74 سنة، متصوف رفاعي، أن الشيخ كحول كان يتأثر بالأحداث الجارية في البلدة ويتفاعل معها بشكل إيجابي، فكان يقوم بدور الكبير أو الزعيم في مشاركة أهله أفراحهم وأحزانهم، فكان مثلا إذا ما توفي أحد ما يذهب إلى الجنازة وإلى منزل ذويه ليعزيهم، وأحيانًا كان يكون ضمن مشيعي الجنازة مودعًا للمتوفس قائلا: “الدوام لله يأ أخوي”.

ويتذكر عبد اللطيف أن الشيخ في عام 67 وقت حدوث النكسة، وبعد أن خيم الحزن على الجميع، انزوى فترة في حجرته بعدها رقد في فراشه مريضًا لعدة أشهر وبعد شفائه عاد إلى سيرته الأولى يتجول في دشنا، لكنه كان دائمَا ما يبدو مهموما شاردَا، ولا يداعب أحبابه كعادته قائلا: “وطي وخدلك تمنه”، ويوضح أن الابتسامة لم تعد للسلطان إلا بعد العبور في عام 1973.

اقرأ أيضا:

15 فبراير.. انطلاق مولد “سلطان دشنا” الشيخ كحول

سلطان دشنا.. محبو الشيخ كحول يكشفون بعض مقتنياته في ذكرى مولده

شاهد صورة نادرة تجمع بين “سلطان دشنا” وعمدة “الشيخ عيسى”

نيجاتيف| في ذكرى مولده.. صور نادرة لـ«سلطان دشنا» الشيخ كحول

في ذكرى مولده.. من لقب الشيخ كحول بـ«سلطان دشنا»؟

صور نادرة لـ”سلطان دشنا” الشيخ كحول.. “ناظر مدرسة”

في ختام ذكرى مولده.. تعرف على مقتنيات الشيخ كحول “سلطان دشنا”

في ختام مولده.. منشدون يروون ذكرياتهم مع “سلطان دشنا”

أهالى دشنا يحتفلون بمولد الشيخ كحول

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر