هيثم الشاطر: مش بتاع بحور

الفِنِش

في الظهيرة، شعرت أن أعضائي قد تضخمت على أثاث المنزل وألحَّ عليَّ شعور بسخافة الشورت الذي أرتديه. كل هذه الأفخاذ، التي تظهر من الشورت، لم يعد يناسبها الراحة ولا التمتع بوقت فراغ. عندما أمدد جسدي في الصالة أمام التلفزيون، أحس كأن الكنبة قد اختفت تحت كتلتي، وأن الشاب المحترم لذاته لا يصلح للجلوس في المنزل بلا مهام. أغير ملابسي والشورت الفاضح وأذهب لمشوار تبديل القصص والروايات الذي يشعرني بالجدية واستحضار معنى لحياتي في أثناء قضاء الإجازة الصيفية.

بعد عدة محاولات، لم يجد معي تبديل القصص لدى الفِنِش للخروج من حالة تأنيب الضمير، بالإضافة إلى أن مصروفي لا يسمح بعملية تكرار التبديل بصورة دورية. لا يقيم الفنش للكتب ولا لمحبيها أي وزن.

في الأصل، الفنش هو صاحب محل خردوات وأدوات مكتبية على استحياء، كان يعمل في الشرقية للكتان، وبعد المعاش، فتح -مضطرًّا- هذا الخُنَّ الضيق للاسترزاق. لديه رف عليه بعض روايات الجيب الجديدة. يحب الفنش المراهق النزيه صاحب المصروف المرتفع الذي يزوره لشراء الروايات. أما موضوع التبديل فيفعله على مضض وبشرط أن تكون الروايات التي تُبدَّل بحالة ممتازة «فابريقة»، وسعر التبديل مقارب لسعر الشراء. ينصحني الفنش. إذا لم يكن معي وفرة من النقود لشراء الكتب أو تبديلها، فعليَّ التمهل في القراءة. لا داعي للاستعجال أو الانتهاء من الكتاب في اليوم نفسه الذي أشتريه فيه. بل عليَّ أن أمضغ ببطء الأسلوب الركيك والصيغ المكررة لكتب الجيب. أما إذا لم يكن من السرعة مفر فيمكنني قراءة الكتاب مرتين للاستفادة، أو نسخه في المتبقي من ورق كراسات المدرسة لتحسين الخط وتقوية اللغة. يمكنني حلب الكتاب حتى لا أشعر بضغط الحاجة إلى كتاب جديد.

خالد بن الوليد

في المساء، أذهب إلى محطة السكة الحديد بسيدي بشر ومعي ربع هريسة من محل أحمد حسنين في ورقة زبدة لأتناوله في الهواء الطلق على رصيف المحطة. حيلة كانت تفلح دائمًا لتغيير المود والشعور بالتحسن. يجلس حولي آخرون يمارسون الطقس نفسه. حرَم السكة الحديد بمحطة سيدي بشر كبير يسمح بتسرب الهواء خلال العمارات المحيطة به، وأماكن الجلوس بالمحطة متنوعة، ويرضي جميع الأذواق. توجد كراسي إسمنتية على رصيف المحطة، وسور قصير يطل على الشارع، وتوجد صالة انتظار مظلمة شاعرية بها شبابيك كبيرة. هذه المرة كان معي صديقي أحمد فرخة، شعر بضيقي وبعدم جدوى ربع الهريسة فعرض عليَّ العمل معه.

في شارع خالد بن الوليد، يفترش باعة الملابس والشنط الرصيف. يؤجر أصحاب المحلات الرصيف الذي أمامهم لهؤلاء الباعة؛ الرصيف مكون من بلاطات كبيرة، تُؤجَّر المساحة بعدد البلاطات، يحيط بكل فرش عدد من الشباب لا علاقة لهم بالبيع والشراء، لهم مهام أخرى محددة؛ أولًا مراقبة الفرش منعًا للسرقة، وثانيًا الهروب بمحتويات الفرش في حالة مرور حملات الإزالة، كل شاب مسؤول عن عدد محدد من البلاطات بما عليها من بضاعة، فترات العمل من العاشرة مساءً وحتى الرابعة فجرًا، اليُومِيَّة كانت خمستاشر جنيه بلا أيام راحات أسبوعية، تظل عبدًا للفرش والبلاطات حتى ينقضي موسم المصيف.

كان لديَّ تخوُّف من التعامل مع أصحاب الفرش: ما الحوارات التي يمكن تبادلها معهم؟ هل ينتهي العمل حقًّا في تمام الساعة الرابعة فجرًا؟ هل يمكن أن أعمل يومًا كاملًا وفي النهاية لا أحصل على شيء؟

***

طمأنني فرخة أن التعامل سيكون عن طريقه، و«حنروح سوا ونرجع سوا». بالإضافة إلى أن لا شيء يمكن فعله نهارًا لتحزن عليه، بالعكس. يمكنك من خلال العمل على الفرش ليلًا التعرف على سيدات مصيفات محبات للانطلاق لا سبيل للتعرف عليهن في نمط حياتنا العادي. تعشق السيدات بشكل استثنائي صنفين من الرجال، الأطباء وباعة الشنط الحريمي السرِّيحة. لديهن ولاء مطلق لهؤلاء وتباسًط فطري في الحديث معهم.

أخبرني أن تسلسل اليوم سيكون كالتالي: تنتهي من العمل على الفرش في الرابعة فجرًا. تذهب لتنام حتى العصر، تستيقظ وتستحم وتنطلق حتى تصل شارع خالد بن الوليد في تمام السادسة مساءً. تقابل السيدة المحبة للباعة السرِّيحة تقضي معها الفترة حتي العاشرة مساءً. تذهب إلى الفرش وتعيد الكَرة من جديد. لفرخة أسلوب إقناع محترم.

لا أعلم حتى الآن لماذا يعشق الناس شارع خالد بن الوليد، مكان مزدحم للغاية تُباع فيه منتجات رديئة، لا مجال للسيارات أن تسير فيه ولا مساحة كافية للبشر أن تتسوق، هو شارع مخصص للمحلات وللفرشات ولا تتبقى مساحة لأي شيء آخر، يريد العامل في المحل أن يرتدي شيميز قصيرًا متعدد الألوان وبنطلون كتان قصيرًا وجزمة بَنص جملي، يصطبح على مدار اليوم ويجلس علي كرسي خشب دائري على واجهة المحل يشرب قهوة لتعادل الاصطباحة، ويعامل كل من هم في الشارع بتعالٍ، لا نسمع في الشارع سوى جملتين على مدار اليوم: «إيه يا عرص اللي عملته ده؟» والأخرى «مالك ياختي هو أنا جيت جنبك؟!».

العمل المؤسسي

رفضت أمي فكرة العمل في خالد بن الوليد، وقررت أن ترسلني إلى أحد معارفها يعمل في أحد النوادي المطلة على البحر بمنطقة سابا باشا. إذا كنت مُصرًّا على العمل صيفًا لمشكلات نوعية مع الفنش، وقلة السيولة المادية، وقلة الأنشطة المتاحة، فيمكنك فعل هذا في مكان نظامي منضبط لديه مواعيد حضور وانصراف محددة ولا مجال فيه للعلوقية الناشفة.

ذهبت إلى النادي في تمام التاسعة صباحًا، استقبلني فرد يبدو عليه الأهمية، يرتدي كرافتة على قميص نص كم، عيناه خضراوان وبشرته لوَّحتها الشمس، يحمل موبايل نوكيا فضيًّا بكاميرا رديئة، سألني سؤالًا واحدًا وهو يشير إليَّ بالموبايل ليُخيِّرني: «تشتغل أمن ولا ويتر؟».

رددت بحسم: «أمن». لا يمكن أن أُعرِّض نفسي لأن تسقط صينية المشروبات من يدي، لا مجال للمجازفة صيفًا.

رد بسرعة: «خليك مكانك وأستاذ إسماعيل أمير هيجي لك».

إسماعيل أمير الرجل الثاني في قسم الأمن بالنادي، يحمل ثلاث شهادات جامعية، تتوسم فيه القيادات خبرة في الحكم على المتقدمين الجدد للعمل، ويتوقف قبولهم في العمل على موافقة إسماعيل الأمير، قصير مكير ولديه نظرة ثاقبة. قابلني وتحدث معي دقيقتين وقبَلني على الفور.

العمل في النادي لأفراد الأمن مُقسَّم إلى ثلاثة شيفتات: الأول من الثامنة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، ثم من الرابعة عصرًا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، وأخيرًا فترة ليلية من الثانية عشرة وحتى الثامنة صباحًا. الشيفت الأخير للحراسة فقط؛ لأن النادي تتوقف أنشطته عند الحادية عشرة مساءً. أكثر الشيفتات عنفًا هو الشيفت الأوسط، يكتظ النادي بالرواد بشكل لا تتحمله الطاقة الاستيعابية للنادي، بالشيفت الأوسط صراع مُنهِك على الكراسي والطلبات المتأخرة في المطعم أو الكوفي شوب، خناقات وصدامات بين الرواد بعضهم بعضًا وبين العاملين والرواد، جحيم ليلي مقيم.

بدأت في الشيفت النهاري لقلة خبرتي، نرتدي يونيفورم موحدًا؛ بنطلونًا كحليًّا وقميصًا لبنيًّا وكرافتة كحلية، لا تسلمك إدارة النادي شيئًا، كنت في المرحلة الثانوية في حينها ويونيفورم العمل مطابق تمامًا للزي المدرسي، وأصبح الزي الكحلي لا يفارقني طوال العام.

الملاهي

في بداية الشيفت، نتجمع مع مسؤول الشيفت ليُوزِّعنا على الأماكن المختلفة بالنادي؛ الجراچ، بوابات دخول النادي، مدخل الشاطئ، الملاهي، مبني الكافيتريا. أكثرنا خبرةً وذَئابةً يجلس على بوابات الدخول، وأكثرنا سذاجةً يجلس في الملاهي أو عند بوابة منعزلة تفصل أرض النادي عن نادٍ آخر مجاور.

بدأتُ بالملاهي؛ مساحة صغيرة من الأرض عليها ألعاب بدائية وحولها مجموعة من الترابيزات تجلس عليها الأمهات وتُطلق الأبناء في الملاهي. الألعاب البدائية كالعادة خطر مقيم على الأطفال؛ مليئة بالأجزاء الحديدية والفراغات التي تساعد الطفل على أن يكسر ساقه أو يجرح نفسه جرحًا قطعيًّا. لا يوجد مشرف على الألعاب، على كل ولي أمر أن يعتني بطفله ويأخذ الحذر.

يوجد فرد الأمن في الملاهي لسببين: الأول هو الحرص على عدم تعرُّض الأطفال للإصابة في أثناء استخدام الألعاب في الملاهي. لا يسمع الأطفال النصائح ولا يلتزم أولياء الأمور بالتعليمات، فينتهي الأمر بمرجَحة الأطفال بنفسي تجنبًا للحوادث. لم يكن موضوع المرجحة يعجب مسؤول الشيفت، يصر على ألا أقوم بالمرجحة لأنها مسؤولية أولياء الأمور. عليَّ فقط الحرص على أن تتم مرجحة الأطفال من قِبل ذويهم بأمان.

السبب الثاني هو منع الرواد من تناول أي مأكولات أو مشروبات من خارج النادي، شيء في غاية الإحراج: وما تلك التي في يمينك يا مدام؟ هي زمزمية بها مياه ساخنة لتحضير الرضعة للطفلة. لن تصُبي منها لعمل شاي يا مدام؟ أقسم أنها للرضعة فقط. وماذا لو رأيت الزمزمية يُصَبُّ منها لعمل شاي؟ لو وجدت الأطفال وفي أيديهم سندوتشات جبنة منزلية؟ كيك في علبة بلاستيك؟ أيجب عليَّ مصادرة هذه الأشياء وأعيش بعقدة الذنب إلى نهاية الشيفت؟

***

كنت أعقد صفقات مع أولياء الأمور من عينة أخذ الزمزمية وترك السندوتشات للأطفال. أو أخذ الزمزمية والسندوتشات وتولي مسؤولية المرجَحة بنفسي للتخفيف عن كاهل الأمهات ليمر الشيفت بسلام.

أذهب إلى الحمَّام وأرجع دائمًا على مشهد مفزع لأي رجل أمن: ولد في يدَيه سندوتش ليس من منتجات النادي. يبكي بسبب إصابته من إحدى المراجيح وولية أمر تلومني بهيستيريا وفي يدها كوب شاي ليس من كافتيريا النادي.

كانت الملاهي تبدأ في الازدحام بعد الساعة العاشرة. فكانت لديَّ فترة ممتازة للاسترخاء قبل بدء المعركة اليومية المرهقة للأعصاب؛ أحمل حقيبة صغيرة بها راديو والكرافتة الكحلية وكتاب «معًا على الطريق» لخالد محمد خالد.

في تمام الساعة التاسعة والنصف، أسمع أغنية «مالَك» لمحمد فؤاد، إصرار غير مفهوم من الإذاعة على تكرار الأغنية وقتها: عمري ما كنت حالة، ولا هقبلها استحالة. إني أبقى مجرد يومين، يرضي مين ده يا حبيبي … أن أصبح مجرد «مُمرجِح» للأطفال خِفيةً ومانع الطعام عن الأسر الساعية للتوفير والفرح.

شاطئ الخربان

رجوت مدير الشيفت أن ينقلني إلى مكان آخر، نقلني إلى مكان ناءٍ في آخر الشاطئ المُلحَق بالنادي، أجلس لأمنع عبور المتطفلين إلى شاطئ النادي. كرسي وشمسية على الرمال من الثامنة وحتى الرابعة. تناجي نفسك وحيدًا وتنظر إلى السماء داعيًا أن يُخفِّف من وطأة الشمس عليك وانعكاسها على الرمال والمياه.

يجلس بجانبي عبدالعزيز المسؤول عن إصلاح الشماسي. يتذكر عبد العزيز الأيام الخوالي من شهر سبعة، عندما كان يأتي فوزي فانلة بعد الظهيرة يوميًّا في شهر أغسطس ويصعد إلى الدور الثاني من كبائن الكاشف بشاطئ ستانلي. ثم يقوم بحركاته البهلوانية في الهواء قبل السقوط في منطقة الحوض بشاطئ ستانلي، مُكررًا تلك القفزة مرات عديدة لينال استحسان مرتادي الشاطئ.

***

يُقال إن منطقة الكورنيش من جليم وحتى ستانلي، التي تحتلها حاليًّا أندية النقابات. كانت شاطئًا يُعرَف سابقًا بـ«الخَربان». البعض يُرجِع التسمية إلى أنه لم يكن شاطئًا بالمعنى المعروف، بل مجموعة من تدريجات الصخور تتخللها بعض المناطق المتفرقة من الرمال. أو شاليهات خاصة ببعض الجمعيات القبطية مُقامة على أعمدة خرسانية لترفعها عن مستوى الصخور عدة أمتار. ويرتاد الشاطئ قاطنو المناطق الفقيرة مثل باكوس وحجر النواتية ممن لا يملكون شماسي خاصة بهم. تجبرهم الظروف على التجمع أسفل شاليهات الجمعيات القبطية. وحتى إذا ضاق المكان أسفل الشاليهات فيمكنهم، عن طريق عُصي خشبية وملاءات، تكوين ما يشبه الخيمة لتفي بالغرض.

أكد عبد العزيز تلك المعلومات وأضاف أن مستوى الفئات، التي ترتاد شاطئ الخربان، تختلف تمامًا عن مثيلاتها في ستانلي. ومع أن الخربان على مرمى حجر من ستانلي، فإن جدارًا وهميًّا يفصل بينهما. فتظل الفئات الأدنى في الخربان والأعلى في ستانلي، بلا مانع حقيقي من الاختلاط؛ فكلاهما مجاني. الاستثناء الوحيد يحدث عندما تستطيع أسرة من الفئات الأدنى الحصول على شمسية مما يُمكِّنهم من الانضمام إلى عالم ستانلي دون أي حرج ولا شعور بالاغتراب.

الجراچ

بمرور الوقت، انتقلت من المكان النائي إلى الجراچ. في الجراچ أيمن. شاب مهذب يدرس بمعهد تكنولوجي ما، يجيد قيادة السيارات، لديه فلاشة في علبة قطيفة لا تفارقه أبدًا. يضع عليها مشروعات خاصة بالمعهد، يذهب بالفلاشة بعد مواعيد العمل إلى أصدقاء له ليعملوا عليها معًا.

تعرفت عليه وانضممت له وقضيت بقية الصيف بصُحبته. تعلمت في هذه الفترة أنواع السيارات؛ ما الموديلات الفخمة كالفولكس والتويوتا، والشعبي كالشيفروليه والهيونداي، تعلمت أن السيارة لا غنى عنها عند ذهابك إلى البحر. منزل متنقل صغير، تستطيع الاستراحة من الشمس بداخلها. تغيير ملابسك، لف چوب لاستكمال اليوم رايق، وضع الشمسية والكولمان في شنطة السيارة. في بعض الأحيان يمكنك أن تترك أسرتك وتذهب إلى سيدي بشر لتحضر وجبة مشويات من بلبع وتعود إلى البحر في وقت قياسي وبلا أي تعسيف في المواصلات.

كان ذهابي إلى البحر مع الأسرة نادرًا وبه مشقة عظيمة. تحمل الشمسية والكولمان وشنطة السندوتشات والغيارات الداخلية، والملاية التي ستُفرَش على الرمل، والكراسي للكبار، وألعابًا مائية من البيت إلى البحر، بلا مواصلات. والأعنف أن تعود بها في نهاية اليوم وأنت تعاني من التسلخات. كان الذهاب إلى البحر مع الأسرة من دون سيارة كنوم العصاري؛ أذى للنفس والبدن.

***

إجازتي الأسبوعية كانت يوم الإثنين، أقابل فيها صديقي الحزين. في بداية عملي بالنادي. عرضت عليه أن أتوسط لدى إسماعيل أمير ليعمل معي في الأمن، وافق وقبله إسماعيل، بل وانضم لي أنا وأيمن في الجراچ.

هل يتعرض أفراد الأمن لإهانات في الجراچ؟ تُتجاهَل تعليماتنا من قِبل رواد النادي؟ المرتب ضعيف؟ هل الشمس حارقة؟ حتى وإن كانت إجابة كل التساؤلات «نعم» فإنها لا تعطي صديقي الحزين الحق ليقول لأحد رواد النادي المعترضين على تعليماتنا «** أمك». لأن الشتيمة بالأم لا مكان لها في الأندية المطلة على البحر بمنطقة سابا باشا.

استغني عن الحزين والتحق بعدها بالعمل مع أحد مقاولي الباطن المشاركين في بناء أبراج سان ستيفانو، يشارك الصعايدة في رفع شكاير الإسمنت والرمل إلى الأدوار العليا وتنزيل الرتش (مخلفات البناء) من الأدوار العليا إلى الدور الأرضي مقابل ثلاثة أضعاف ما كان يتقاضاه في النادي، عمل صيفي مهلك ولكنه مجز. كنت أعرف عن طريقه كل النكات التي يطلقها الصعايدة على سيدات المدينة المنفتحات، ومن المشاهير المتملكون للشقق بالمجمع السكني الضخم. نحوم في يوم الإجازة حول أماكن عملنا، نحب أن نراها ونحن متخففان من اليونيفورم وإجهاد يوم العمل، نرى النادي والبحر ومجمع سان ستيفانو، ممتلئَين بحكمة العارف الخائبة.

انتهى الصيف ومعي نقود كافية لشراء بنطلون جينز من محل دكتور حسان في شارع صفية زغلول بمحطة الرمل وقميص هاواي عليه نقشة محافظة وألوان غامقة منضبطة.

البوابات

في الصيف التالي، وثقوا بي لأجلس على إحدى بوابات الدخول، بالأحرى لم يكن وثوقًا بل اضطرارًا؛ اكتُشِفت عمليات تلاعب بالتذاكر على البوابات من جانب أحدهم فنُقِل إلى الجراچ. واستُدعِيتُ على عجل لأخذ مكانه إلى حين تعيين شاب أكثر جرأة ونصاحة مني. ولكني -للأسف- أثبتُّ جدارة غير متوقعة في المكان الجديد.

يجلس على البوابة فردا أمنٍ، أحدهما يتعامل مع الجمهور؛ يراجع الكارنيهات ويحسب عدد التذاكر المطلوبة. يفتش عن الطعام والشراب الممنوع دخولهما النادي، والآخر يقطع التذاكر ويتولى الأمور المالية. زميلي كان في وسامة الشباب القادمين من شارع المسرح بسيدي بشر؛ يجيد وضع الچِل على شعره، وبِنْيته الجسدية ممتازة. ويختار تفصيلات لقمصان وبنطلونات جينز تبدو سخيفة بمفردها ولكنها تليق عليه تمامًا، لديه طريقة عملية في استقطاب البنات.

يعلم إمكانياته جيدًا ويحاول مع من يعلم أنه يعجبهن ولا يتطلع مطلقًا إلى فئة أعلى أو أكثر جمالًا. لا يحب التمهيد الطويل، معه ورقة في جيبه عليها رقم تليفونه. كلما استُهلِكت يكتب غيرها، يلمح فتاة تنطبق عليها المواصفات، يلاغيها بعينيه. وإذا شعر بقبول يتحرك ببطء إلى مكان بعيد نسبيًّا عن الأعين، ببطء ليسمح للفتاة أن تتبعه، ينتظر اقترابها منه ليعطيها الورقة وينصرف فورًا. إذا لم تتبعه الفتاة وأرادت مزيدًا من الدلال، يرجع إلى البوابة في حزم ولا ينظر إليها مطلقًا. لا مجال للتردد والدلع، لا مجال لبرج الميزان.

***

مع الوقت، تحفظ كل الألاعيب التي يمارسها الرواد للتهرب من التذاكر أو لعدم حيازتهم كارنيه عضوية:

1. يمكن للسيدة أن تحضر كارنيه جارتها لتدخل به، خصوصًا لو كانت مقاربة لها في السن ومحجبة. لا يمكنك التمييز بين صور النساء المحجبات على الكارنيه إطلاقًا. ولا مجال للتمعن في الصورة لفترة طويلة، حيلة كارنيه الجارة تفلح دائمًا.

الحل: تستأذن لترى بطاقة حاملة الكارنيه، تفرط الجارة في الكارنيه بينما البطاقة خط أحمر.

2. الحيلة الثانية: تستأذن من فرد الأمن أن تترك بطاقتك على البوابة وتدخل لأصدقائك لتُحضِر منهم الكارنيه وتعود لتسترد بطاقتك. تدخل وتنبسط وتقضي يومك بسعادة وفي آخر اليوم تخرج لتبلغ فرد الأمن أنك لم تجد أصدقاءك وتسترد بطاقتك. لن يتذكرك فرد الأمن بعد مرور كل هذه الساعات وسيشكرك على أمانتك خصوصًا مع العدد الضخم الذي يدخل النادي يوميًّا.

الحل: تحضر نوتة صغيرة تسجل فيها اسم صاحب البطاقة وميعاد دخوله. وعند الاسترداد -إذا كان فرق الوقت طويلًا- تخبره أن البطاقة سلمت للاستعلامات وعليه استردادها غدًا، بحجة أن موظف الاستعلامات المسؤول عن البطاقات المتأخرة غادر مبكرًا؛ تكديرة عقابية.

***

ملحوظة: النوتة كانت اقتراحًا مني، وأخذت عليه مكافأة.

3. للنادي عدة بوابات، يمكنك كفرد الدخول من إحدى البوابات وترك البطاقة لتعثر على أصدقائك بالداخل (بداية الطريقة رقم 2 نفسها). تدخل وتذهب إلى الباب الآخر وتدَّعي لفرد الأمن أنك تريد الخروج لشحن رصيد الموبايل من الخارج وعليه أن يتذكرك عندما تعود. تذهب إلى البوابة الأولي وتخبره أنك لم تجد أصدقاءك طالبًا استرداد البطاقة. تأخذها وتذهب إلى البوابة الأخرى لتدخل، تضحك لفرد الأمن وتخبره أنك شحنت وانبسطت.

الحل: إذا دخل فرد وترك البطاقة وجاء إليك لاستردادها من خارج النادي وليس من داخله، اتصل بزملائك على البوابات الأخرى. هل هناك من طلب منهم الخروج لشحن رصيد ويرتدي شورتًا أصفر عليه بجع وورد أحمر؟

4. لا يمكنك دخول النادي من دون كارنيه، حتى لو كنتِ امرأة خمرية موفورة الصحة بشعر أسود فاحم ناعم هائم، ترتدي crop top يظهر بطنًا خيالية وعيناك عسليتان. لا لأن الجمال ليس له سطوة، ولكن لأنه جمال فاضح سيقلب النادي بالداخل وسيُعرَف آجلًا أو عاجلًا من أين دخلت. اعتذرت لها وأخبرتها بصدق أنها لو كانت أقل جمالًا كنت سأسمح لها بالدخول. لا مكان بالداخل للمتعدي الطبيعي.

كيف يمكنك كفرد أمن أن تسرق من التذاكر؟

يدخل عليك الأب يتصبب عرقًا يحمل كولمان وطفلًا، وتتبعه زوجته الحامل على ذراعها طفلة، وخالة زوجته وأحفادها، يريد أن يخرج المحفظة ويريك الكارنيه ويقطع تذاكر للجيش الجرار معه ويأخذ الباقي قبل أن تنهار زوجته بحمولتها، يدفع لك تسع تذاكر فتعطيه ثماني بدلًا من تسع، فهو ليس في موقف يسمح بعد التذاكر وراءك.

وإذا قرر المغامرة ووضع الكولمان على الأرض وأنزل الطفل الذي يحمله ليمسك يد خالة زوجته مؤقتًا ليتمكن من عد التذاكر واكتشف أنها ثمان، وقتها يمكنك التعلل بالنسيان واللهوجة وأن ورق التذاكر رفيع يلتصق بعضه ببعض أحيانًا. في العادي، لا تكون السرقة لحب المال، بل لسد العجز؛ عند تقفيل دفتر التذاكر تجد أن المبلغ الموجود أقل من ثمن التذاكر.

قاعة البرنسيسات

بجانب إحدى بوابات الدخول، توجد قاعة الأفراح الخاصة بالنادي. يبدأ الدي چي مان التسخين من الساعة الثامنة حتى بدء ميعاد الفرح الفعلي في التاسعة، مغرم بعمرو دياب، لديه توزيع لأغنية «نقول إيه» لا يمل من تكراره، نشأت صداقة سمعية بيني وبين الدي چي مان الذي لم أرَه من قبل، يدخل من باب آخر غير الذي أتولى زمامه، نوافذ القاعة مغلقة دائمًا بستائر معتمة، يحب محمد محيي وهشام عباس مثلي.

في أحد الأيام التي كانت القاعة تخضع لبعض التجديدات في الديكورات، وجدت شابا طويلا أبيض يرتدي قميصًا وبنطلونًا أسود وأنسيال فضة يقبل علي بابتسامة ويقول بصوت منخفض: «أنا الدي چي بتاع قاعة الأفراح اللي جنبك». تفاجأت وسلمت عليه بترحيب وحفاوة، تابع: «أنا معايا صاحبتي مستنية بره، لو ممكن نخش نقضي ساعتين سوا بس أنا للأسف ممعييش كارنيه، ممكن نستأذن منك؟».

وافقت فورًا في مقابل خدمة بسيطة: أن يشغل أغنيه «انسى قلبي» لعمرو دياب في أول فرح قادم بالقاعة بعد التجديدات. قال لي: «بسيطة. أشغلها لك مرتين كمان مش مرة واحدة».

بارو بورارا… را

انسى قلبي مهما تنسى .. زيد في قلبك نار وقسوة

قلبي بيحب الحياة .. بكره يلقى هواه وينسى

علمت في ما بعد من أصدقائي في قسم الحجوزات أنه في أثناء الاتفاق ما بين المسؤول عن قاعة الأفراح والعريس الذي سيكون فرحه أول فرح بعد تجديدات القاعة، وضَّح العريس أنه يريد أن يقيم فرحه بلا اختلاط، عن طريق حجز قاعتين بحيث تصبح السيدات في منأى عن الرجال. أشار عليه المسؤول أن يحجز له قاعة واحدة، القاعة المجاورة لمدخلي، بدلًا من قاعتين توفيرًا للنفقات، على أن يضع «ساترًا» في منتصف القاعة للفصل بين القوات. ظهرت ملامح الحيرة على وجه العريس وتساءل بقلق: «طب إيه نوع الساتر لو سمحت؟».

المسؤول عن حجز القاعات اضطرب قليلًا وتأخر في الرد، ثم حزم أمره ورد بلغة عربية رصينة درءًا للشبهات وقال: «جيد، الساتر جيد».

قسم الأمن vs قسم المطعم

يتعاطف قسم المطعم مع قسم الأمن؛ يمكنك كفرد أمن أن تقطع بون سلطة من الكاشير، وتذهب به إلى أحد مساعدي الشيف العمومي وتقول له: «أمن»، فيعطيك بطاطس صوابع وطحينة وعيش كيزر بايت متناهي الصغر.

دائمًا ما كان هناك تنافس شريف بين القسمين: نتمتع نحن بالبحر والهواء والوجه الحسن، بينما يقاسي عمال المطعم صهد الأفران ونظافة الأواني والأكواب والعمل الذي لا يتوقف طوال الشيفت، وفي المقابل يمكنك كعامل في المطعم -دون أن تقطع بون سلطة- أن تحصل على الطبق نفسه وإضافات أخرى لا نعلمها مجانًا.

وقعت في يدي في أحد الأيام مذكرة تركها أحد الشيفات لشيف آخر محتواها العربي ركيك إلى حد ما:

«ابسم الله الرحمن الرحيم

وبعد

اعرفك ياء شيف رمزي وفكري

لقدء جات الشاعه الرحمن تمامن ملقتش حاج يعميل فتحت باب الثلج لقيت فيه عدد من الأشول من الفرخ يغذت شولون عملتو. ولقد تبلتوي وحتيتو في الثلج الستلث وحاء المتر جلل سيل عن موز بصيت في الفرظر لقيت فيه موز. فلت لوة فيه قال لاي كيم قلت لوة -70 – موه يل طلع -10- طلعت -10- في التلج الكبير وطفيت النور وشكرن».

***

ظلت هذه المذكرة هي الفقرة الضاحكة لقسم الأمن طوال الصيف، وبسبب تداولها، أصيبت العلاقات بين القسمين بفتور، وانتهت الأمور بأنك عندما تقطع كفرد أمن «بون سلطة» لا تحصل إلا على سلطة فقط، ولتدع الصياغة والتحرير والجرح والتعديل تسد رمق أفراد الأمن.

بدأنا كأفراد أمن تبديل طبق البطاطس والطحينة بأكل من خارج النادي، نسيح في منطقة سابا باشا حتى نعثر على مخبز بلدي ومحل فول وفلافل.

في إحدى الجولات الحرة لشراء الفطار، عثرت مصادفة على الجراچ السرى الأسطوري لميشيل أحد، بجوار فيلته جراچ للزائرين لمشاهدة سياراته الفارهة. يمكنك الاستئذان من حارس الجراچ والتقاط صور تذكارية مع السيارات الغريبة والنادرة. تمسك قرطاس الفلافل وكيس العيش وتحاول أن تخبئهما في أثناء التقاط الصورة بجانب السيارة الدودج أو الفيراري. يمكن أن تناولهما للحارس أو تضعهما على الأرض خارج الكادر. في بعض الأحيان تلتقط الصورة بقرطاس الفلافل وكيس العيش.

الاستعلامات

أحد العاملين بالمطعم حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة، فعلَّق الشيف العمومي لوحة كبيرة مكتوبة بخط جميل وعبارات منمقة يبارك للطالب ويتمنى له دوام السداد والتوفيق. سألني مسؤول وردية الأمن عما فعلته في الثانوية العامة، فأخبرته بمجموعي فلم يصدق. طلب مني صورة من الشهادة فأحضرتها، ذهب بي إلى المدير العام للنادي ليخبره بمجموعي. فقرر المدير العام عمل حفل تكريم للعاملين في النادي من الطلبة. طلب مسؤول الوردية من المدير أن تزال لوحة الطالب المتفوق بقسم المطعم، فنظر إلي المدير ووافق مسؤول الوردية على رأيه.

في حفل التكريم، أعطاني مدير النادي ساعة حائط بها صدَف وقواقع بلاستيكية وتصدر صوتًا مرتفعًا يطغى على صوت أحقاد أفراد المطعم.

استُغِل تفوقي الدراسي في العمل في نقلي إلى الاستعلامات. الاستعلامات هو حائط الدفاع الأول في النادي؛ تجلس في الكافيتريا فيأتي لك الجيلاتي سايح فتذهب لتلوم الويتر فيتجاهلك. تتركه وتتجه بكل طاقة الغضب في داخلك إلى الاستعلامات كخطوة تصعيد. تأتي إليك الأم بطفلتها البالغة لتشتكي أن مسؤول حمَّام السباحة لا يريدها أن تنزل الحمام لأنها تجاوزت السن القانونية المسموح بها لنزول هذا الحمَّام الصغير. يشتكي أحد الأعضاء المسيحيين أن الكافيتريا مغلقة في نهار رمضان ولا توجد مراعاة للتعددية الدينية.

***

لا تتخيل أني كنت أحل أيًّا من هذه المشكلات، فقط يجلس بجانبي فرد أمن أكبر مني سنًّا يتركني أستمع وأعتذر لصاحب الشكوى. ثم يتدخل في منتصف الحديث ليقول بحماسة: «عارف يا أستاذ اللي بيكلمك ده جايب كام في الثانوية العامة؟». تهون الشكوى على الشاكي أمام المجموع غير المنطقي، وينقلب مجرى الحديث إلى سيناريو مختلف تمامًا. حيلة أفلحت في بقية أيام العمل الصيفية.

يقول بسمارك: «إن الله يولي عناية خاصة للسكارى والحمقى وأمريكا». فيأتي في بالي أن بسمارك فاته الأطباء وباعة الشنط الحريمي السرِّيحة وأوائل الثانوية العامة.

زميلي في الاستعلامات، صاحب فَرشة «عارف يا أستاذ اللي بيكلمك ده جايب كام في الثانوية العامة؟»، يحب عمرو دياب مثلي، لديه شعر أسود فاحم. تعلمت منه أن تسريحة الشعر يمكن تثبيتها بكريم فيانسيه الرخيص. مشكلة كريم فيانسيه أنه بعد مرور ثمان ساعات، شيفت كامل، تظهر كتل بيضاء على الشعر. لذا عليك التركيز أن تضع الكريم على شعرك قبل نزولك من البيت مباشرة. وإذا تأخرت لأي سبب في الشيفت فاغسل شعرك جيدًا، الشعر المنعكش أكثر حفظًا للكرامة الإنسانية من شعر مثبَّت عليه كتل بيضاء غريبة.

في لحظات الانسجام، يردد زميلي بصوت مليح:

«أكيد ساكتة ولا بتحكي

ولا بتشكي ولا بتبكي

عارفها تبقى (مجروحة، مدبوحة، مفتوحة)؟» ويترك السؤال معلقًا بلا إجابة.

الانتقام من البحر

في كل السنوات التي عملت بها في النادي، لم يكن البحر ملحوظًا بالنسبة إليَّ. كل ما يهمني بشأنه أن الرواد لا يجب أن يتجاوزوا الحدود الفاصلة بين الشاطئ المُلحق بالنادي ومناطق الكافيتريات بملابس البحر المبلولة. أو أن الشماسي المتاحة للإيجار على الشاطئ قد نفدت. وستُؤخَذ الشمسية التي أجلس أسفلها في منطقة الملاهي أو الجراچ لأحد الرواد على الشاطئ. أو أن ترابيزات الرواد على الشاطئ مليئة بأكل ومشروبات من خارج النادي. مما يستدعي مزيدًا من الحزم والانضباط ومزيدًا من المشاجرات على بوابات النادي للحد من انتشار هذه الظاهرة. مع الوقت، ينشأ عداء بينك وبين البحر. تتمنى أن تستبدل مساحة البحر بمساحات وأنشطة أخرى تعجب الرواد ولا تكلف أفراد الأمن مزيدًا من المهام. صحراء صفراء، أشجار خضراء وارفة، جبل متعدد الألوان أو حتى فرقة شو روسي.

في أثناء حرب الملك الفارسي خشایارشا ضد اليونانيين، اجتهد في بناء جسر خشبي في مضيق الدردنيل لتعبر عليه قواته. وفي تلك الأثناء، هبَّت عاصفة هدمت ما بناه من الجسر، فغضب من البحر وقرر معاقبته، أمر الرماة بتوجيه سهامهم نحو البحر. وجنود المشاة بضرب مياه البحر بالسياط وإلقاء أغلال وسلاسل حديدية في البحر. عقاب يليق بملوك الفرس، عقاب نجوم لا يشبهوننا، أما نحن فحين نغضب من البحر، نتجاهله… فقط.

انتهت سنوات العمل في الإجازة الصيفية بانتهاء الدراسة الجامعية. يقتل العمل الصيفي السذاجة التي بداخلنا عن الأمل في الانبساط، ويورثنا حب المثالية الذي سيقضي على كل الأفكار المستهترة الجميلة مستقبلًا. لا يترك لك وقتًا لترتدي شورتات قصيرة لتكسر حاجز الكسوف والإحراج. يصل كفاح الشتاء بالصيف، ويجعلك في النهاية رجلًا مش بتاع بحور.

***

-«مش بتاع بحور»..النص من كتاب “ليس مصيفا في هوليوود”، قصص وقصائد ورسوم لـ21 مؤلفا ومؤلفة. الموجة الأولى من مشروع #لنتخيل_البحر، عن مشروع وزيز للنشر.

هيثم الشاطر
هيثم الشاطر

-هيثم الشاطر كاتب ومهندس مصري، نشرت له عدة نصوص على مواقع “مدى مصر” و”خطـــــــ30″. يعرف نفسه بأنه “مهتم باكتشاف التاريخ العام للمدن، وتاريخ السيدة المنقبة من قرية كشتمنة، فيما عدا ساعة راحة الأسانسير فهي عادة مخصصة للتدوين”. ورفض أن يشرح لنا من هي السيدة المنقبة وما هي علاقته بها بالضبط. ولكن ربما نعرف ذلك في كتابه الذي يصدر في المستقبل القريب مع وزيز.

اقرأ أيضا:

لوسي ريزوفا في «عصر الأفندية»: التّعرّف على الأفنديّ(1)

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر