دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

لحن صعيدي ودبكة فلسطينية.. مهرجان الإسماعيلية للفنون يحتفي باليوبيل الفضي

مع بدء تحضيرات الفرق لاستعراض راقص في شارع حدائق الملاحة بمدينة الإسماعيلية، بدأ العازفون في ضبط إيقاع المزمار والطبل على لحن صعيدي من المنيا، وتحرك راقصون من الأردن لأداء رقصة الدبكة، في اندماج عفوي بين رقصة شامية ولحن صعيدي.

في خلفية المشهد، اندمج أطفال من فرقة القلوب البيضاء لذوي الهمم مع موسيقى فرقة شعبية من غينيا كوناكري. ويبدو هذا الاندماج الثقافي طبيعيا في العروض الراقصة المفتوحة التي يشتهر بها مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية، الذي يحتفل هذا العام بدورته الخامسة والعشرين.

الرقص والاستعراض هما الجانب الأكثر جاذبية في المهرجان، إلا أن هيئة قصور الثقافة تؤكد أن المهرجان “أكبر من فكرة رقص”. حيث تندمج العروض مع تبادل الثقافات الشعبية بين الدول المشاركة، وكذلك بين الفرق المصرية التي تمثل أقاليم مختلفة. وتتناول الندوات العلمية المصاحبة تطور الفنون الشعبية، إلى جانب معرض للحرف التراثية والتقليدية. ما يجعل المهرجان أكثر من مجرد ترفيه، بل منصة لحفظ وتوثيق التراث.

 أعمق من فكرة رقص

يحتفل المهرجان بيوبيله الفضي. إذ انطلقت دورته الأولي عام 1985، وتوقف خلال سنوات عدة لأسباب مختلفة، واستمد ثقله من بعده الدولي. حيث تشارك في دورة هذا العام 12 دولة تمثل قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا.

أحد أبرز عناصر الجاذبية في المهرجان هو التباين البناء بين الفنون العالمية المتقنة والأنماط التراثية المصرية الأصيلة. فالوفود الأجنبية مثل رومانيا أو أذربيجان  تقدم عروضاً مصقولة ومُعدَّة بعناية للمسرح الدولي. وفي المقابل، نجد فرقاً مصرية تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، تمثل الأقاليم التلقائية والحدودية. مثل فرقة حلايب وشلاتين التلقائية التي تشارك للمرة الأولى في المهرجان إلى جانب فرقة أسوان العريقة في الفن المصري.

ويتقاطع  مع أداء الفرق العالمية مشاركة فرقتين للفنون الشعبية من ذوي الهمم ومتلازمة داون، هما فرقة القلوب البيضاء، وهيئة قناة السويس الشعبية لذوي الهمم.

مشاركات للعام الثالث

يقول إبراهيم المصري، مدرب الرقص لفرقة القلوب البيضاء لـ«باب مصر»: “مشاركة الفريق في مهرجان دولي للعام الثالث، إنجاز كبير في مسيرتنا. أداؤنا يتطور باستمرار منذ بدأنا في تجميع الفريق مع مصمم الرقصات سامي البرنس قبل أربع سنوات فقط، من طلاب مدرسة التربية الفكرية وجمعية التثقيف الفكري”.

ويضيف المصري: “نحو 90% من أعضاء الفريق من متلازمة داون، صممت لهم رقصات وعروض تناسبهم. أيضا تقديمهم بأفضل صورة ممكنة لقدراتهم، وساعد في ذلك إعلان الدولة تخصيص أعوام لذوي الإعاقة. وتسهيل الدمج، مع وزيادة قدرة المجتمع علي تقبل المختلفين. فهم أبطال بلا شك”.

شارك إبراهيم المصري سابقا مع فرقة الإسماعيلية القومية للفنون الشعبية ومدربا لفريق الأطفال بقصر ثقافة الإسماعيلية. قبل أن يصبح مدربا لفريق القلوب البيضاء، إلى جانب تدريبه فريقا تابعا لجمعية خيرية لرعاية الأيتام على الرقص الشعبي.

ويقول: “العام الماضي قدمنا عرضا على مسرح مفتوح ضمن عروض المهرجان في حديقة الشيخ زايد ومدينة القصاصين. وهذا العام طلب منا تقديم عروض جديدة على المسرحين مجددا، لما وجدته الفرقة من دعم وتشجيع من الجمهور”.

شارع محمد علي.. منصة سلام عالمي

يشتهر شارع محمد علي بمنطقة الإفرنج بكونه موقعا مفضلا لكرنفالات الإسماعيلية الراقصة. حيث يستضيف عروض مهرجانات الفراولة والمانجو والفنون الشعبية. وهو ما يؤكده اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، بالتركيز على أجندة مهرجانات دولية تضع المدينة كعاصمة للفنون والثقافة.

يقول جلال: “نحتفي اليوم باليوبيل الفضي لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية. الذي أصبح عبر تاريخه من أبرز الفعاليات الثقافية والفنية في مصر والعالم العربي. ونافذة تبعث منها مصر برسالة سلام ومحبة إلى الإنسانية”. ويضيف: “الفرق المشاركة تقدم لوحات تجسد ثراء التراث الإنساني المشترك. فالفن لغة عالمية تبني جسور التواصل والمحبة بين الشعوب”.

وفي بيان رسمي للمحافظة، قال جلال: “اليوم، وفي ضوء الجمهورية الجديدة التي تؤمن بأن التنمية لا تكتمل إلا بالثقافة. وبأن الفن قوة ناعمة تصون الهوية وتعزز الانتماء وتواجه التطرف بالوعي والجمال، تستعيد الإسماعيلية مكانتها كمنارة للفن والثقافة. فيما تبني مصر حاضرها ومستقبلها على أسس من الوعي والمعرفة والإبداع”.

مشاركة فرقة فلسطين للفنون الشعبية

تجسد مشاركة فرقة فلسطين للفنون الشعبية رمزية السلام التي يشدد عليها محافظ الإسماعيلية. إذ قدمت الفرقة عرضا راقصا على أنغام “دمي فلسطيني” نال تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي ملأ الشارع لمتابعة الفقرات الراقصة.

ويشارك في المهرجان هذا العام 25 فرقة مصرية وأجنبية، بينها 12 فرقة من دول: تونس، الأردن، غينيا، سريلانكا، لبنان، فلسطين، بولندا، الجزائر، إندونيسيا، أوزباكستان، رومانيا، والهند.

كما تشارك 9 فرق تابعة لهيئة قصور الثقافة هي: حلايب، الشرقية، الحرية السكندرية، أسيوط، الإسماعيلية، الوادي الجديد، المنيا، أسوان، والتنورة التراثية. بالإضافة إلى فرقتي ذوي الهمم “هيئة قناة السويس” و”القلوب البيضاء”، التابعتين لمحافظة الإسماعيلية. إلى جانب مشاركة مميزة لفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية التابعتين للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية.

اقرأ أيضا:

«السمسمية».. موسيقى الناس وسر البهجة التي عبرت من القناة إلى اليونسكو

«ملتقى السمسمية».. احتفاء بتوثيق عالمي ومطالب محلية لدعم العازفين

في مديح المانجو.. بين تراث السمسمية وربابة متقال

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.