كيف صار “الفانوس” المصري من الرموز الرمضانية؟.. تعرف على القصة
“الفانوس” من الرموز الأساسية للاحتفال بشهر رمضان، وتعود كلمة فانوس إلى اللغة الإغريقية، وتعني أحد وسائل الإضاءة، وكان يعد أحد أبرز المعالم الثقافية الفاطمية التي ما تزال حية في مصر والعديد من أنحاء العالم الإسلامي.. “باب مصر” يفتح على أصل الفانوس.
أصل
يذكر كتاب “تاريخ الدولة الفاطمية”، للدكتورة إيناس محمد البهيجي: “إنه سن الفاطميون عدة من السن أصبحت جزء لا يتجزأ من الثقافة الإسلامية عمومًا والمصرية خصوصًا، ومازال المسلمون المصريون تحديدًا وغيرهم من المسلمين في الدول والأقاليم المجاورة يحيون هذه السنن، ولعل أبرزها هو فانوس رمضان”.
وتابعت البهيجي في كتابها: “أعطى الفاطميون لهذا الشهر اهتمامًا خاصًا، فإلي جانب المغزي الديني الكبير حصل أن وقعت خلاله عدة أحداث بارزة في التاريخ الفاطمي كفتح مصر قبيل حلوله بأيام ووضع حجر الأساس للجامع الأزهر 14 رمضان، وإقامة الصلاة فيه لأول مرة 7 رمضان 361 هجريًا، ووصول الخليفة المعز الدين للفسطاط”.
كما أن أول من استخدم فانوس رمضان المصريين، تحديدًا في الدولة الفاطمية، حين استقبل المواطنين المعز الدين الله الفاطمي عند دخوله مدينة القاهرة في اليوم الخامس من شهر رمضان، بالفوانيس الملونة للترحيب به، ولينيروا الطريق له، وبهذا تأصلت عادة الفانوس وأصبحت رمزا رمضانيا.
وكانت الفوانيس سالفة الذكر أيضًا تنير المساجد في الليالي وتغلف بالزجاج الملون لتعطي تأثيرًا مبهجًا للناظر، وكان الاهتمام بتزين المساجد يصل إلى أقصي درجة خلال شهر رمضان، كما كانت الفوانيس والقناديل تضئ الشوارع الرئيسية المسقوفة وإلى جانبها البيوت المؤلفة من عدة طبقات.
عقاب
فيما كان يفرض على أصحاب الحوانيت أسعار محددة للبيع، فإذا غش أحد الباعة عوقب على الشكل الآتي: يطاف به على حمار أو جمل أو بغل في الأسواق ويجبر على أن ينادي هو بذنبه، وعرفت هذه العقوبة لاحقًا باسم “الجرصة”.
وانتقلت هذه عادة ربط الفانوس كأحد رموز الاحتفال بشهر رمضان الكريم من مصر إلى معظم الدول العربية، وبذلك أصبح فانوس رمضان جزءا أصيلا من تقاليد شهر رمضان.
تطورت صناعة الفانوس على مر العصور من حيث الشكل واللون والتركيب، حيث كان له شكل المصباح في البداية وكانت تتم إنارته بالشموع، ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة، ثم بدأ يتطور حتى أخذ الشكل التقليدي المعروف لنا الآن.