عرض كتاب| حواري مع نفسي.. مذكرات نيلسون مانديلا

كتب – مارك أمجد
حواري مع نفسي هو كتاب يضم كافة المذكرات التي دونها نيلسون مانديلا على مدار 27 عاما من حياته، التي قضاها نيلسون ما نديلا خلف قضبان السجون. ويسرد أيضا من خلال تلك الأوراق مسيرة نضالاته المناهضة للتمييز العنصري في بداية الستينيات، أضف إلى حوالي 70 ساعة من أحاديثه المسجلة مع أصدقائه مثل أحمد كاثرادا وريتشارد ستينغل. ورسائله إلى ابنتيه زيني وزيندزي مانديلا وإلى ويني وإفلين مانديلا.
كما يحكي عن أحلامه المزعجة التي راودته داخل سجن جزيرة روبن وسجلها على رزنامة مكتبه بتواريخ الأيام والسنوات. والأهم هو مسودة الجزء غير المنتهي من كتاب (مشوار طويل نحو الحرية). وبعض هذه النصوص توجد مخطوطاتها الأصلية بخط يد نيلسون مانديلا.
كما يتعمد الكتاب عدم التركيز على نيلسون مانديلا كرمز سياسي مقدس، بل كإنسان مثلنا تعرض للحظات ضعف وانكسار ولحظات أخرى من استحقاق المجد، استنادا لقوله هو شخصيا: في الحياة الواقعية لا نتعامل مع آلهة بل مع بشر عاديين مثلنا: رجال ونساء تملؤهم التناقضات، يتسمون بالاستقرار والزعزعة، والقوة والضعف، والصيت الحسن والسمعة السيئة.
يحتوي الكتاب على عدة ملاحق وثائقية هامة أيضا غير مادته الأساسية: الملحق الأول هو الجدول الزمني لحياة نيلسون مانديلا وأهم المحطات التاريخية الفارقة في تجاربه السياسية والحياتية، أما الملحق الثاني فهو خريطة لجنوب أفريقيا حوالي عام 1996 وخريطة أخرى عام 1962، ويأتي الملحق الثالث ليوضح اختصارات المنظمات مثل:

AAC   المؤتمر الأفريقي الجامع
ANCWL   الرابطة النسائية في الهيئة الأفريقية الوطنية
ANCYL    رابطة الشباب في الهيئة الأفريقية الوطنية

أما الملحق الرابع فهو قاموس لأهم الشخصيات والأماكن والأحداث التي ذُكرت في الكتاب، مثل عبدالرحمن، عبدالله؛ الطبيب والسياسي المناهض للتمييز العنصري، الهيئة الإفريقية الوطنية؛ وهي الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا بعد أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، أسفات، دكتورة زينب؛ وهي ناشطة مناهضة للعزل العنصري وسُجنت بسبب مشاركتها في حملة المقاومة السلبية لعام 1946، وكاثرادا؛ وهو ناشط سياسي ضد التمييز العنصري، وسجين سياسي، وعضو مؤسس لرابطة المتطوعين الهندية الترانسفالية وخليفتها هيئة الشبيبة الهندية الترانسفالية. بالإضافة إلى بعض التعريفات من قبيل: قانون قمع الشيوعية وحالة الطوارئ ومحاكمة الخيانة وسجن فيكتور فيرستر، كما يتخلل كل فصل صور ترسم البيئة التي خرج منها نيلسون مانديلا، وطبيعة الشعوب التي اهتم بأمرها بعد أن كان واحدا منها. وصور أخرى له في شبابه، ولبعض الوثائق الهامة التي تخصه مثل بطاقة انتسابه للكنيسة الميثودية عام 1930.

من بعض الأقوال نيلسون مانديلا  المؤثرة  بالمذكرات:

الزنزانة هي المكان الأفضل لتعلم المرء تعرُّف نفسه.
معظم الرجال يتأثرون بخلفياتهم.
لم تمح الحضارة الغربية خلفيتي الأفريقية تماما.
وحدهم السياسيون الخاملون معصومون من ارتكاب الأخطاء.
غالبا ما تكون قيود الجسد أجنحة الروح.

استطاع الكتاب أن يحصل على مقدمة له بقلم رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما، يقول فيها:

“كحال العديد من الأشخاص في العالم، تسنت لي معرفة نيلسون مانديلا عن بعد، حينما كان مسجونا في جزيرة روبن. بالنسبة إلى الكثير منا، كان أكثر من رجل عادي: كان رمزا للنضال من أجل العدالة، والمساواة، والكرامة في جنوب أفريقيا وفي العالم. كانت تضحياته جليلة إلى درجة أنه دفع الناس إلى كل مكان، إلى فعل ما في وسعهم من أجل تقدم البشرية”.
الكتاب صادر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر من ترجمة محمد كسروان وتدقيق لغوي لمحمد شومان، وإخراج فني لفدوى قطيش، وتصميم الغلاف لأندرو زوكرمان وماثيو ويلمان، ويتضمن الصورة النمطية لشخصية نيلسون مانديلا في مخيلتنا جميعا. صدر في 492 صفحة من القطع الكبير بغلاف لميع، وللدار إصدارات أخرى في نفس الصدد السياسي كمؤلفات محمد حسنين هيكل وجمال واكيم وبيل كلينتون وهيلاري كلينتون وجيمي كارتر.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر