في حي السلخانة الأطفال يرسمون البهجة بـ”زينة رمضان”
لم تمنع الأجواء الجافة والطقس الذي وصلت فيه درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية، الأسر الفيومية من الاحتفاء بعودة شهر رمضان، وتزيين الشوارع والحواري بأعمالهم اليديوية البسيطة في صناعتها، الخلابة في منتجها النهائي.
في حي السلخانة، أحد أقدم أحياء مدينة الفيوم، المتفرع من ميدان الشيخ حسن جنوبي المدينة، المكتظ بالمارة والجزارين، تقطن أسرة محمد عثمان الخولي، منذ نحو 40 عامًا، وعلى مدار تلك المدة، اعتادت استقبال شهر رمضان بالأهازيج والاحتفالات، خاصة عندما يلتحمون بجيرانهم في الحي.
في تلك المنطقة التي تعج بأصوات الأطفال، والحركة وروح الحياة، ينتظر الصبية قدوم شهر رمضان، محمّلين ببرامج عدة ليطبقونها خلال الشهر، ما بين أغان، تنسب في الأصل للفلكلور ، وبين تزيين المنطقة بأشكال يصنعونها بأيديهم، وبين نشاطات أخرى.
كريم محمد، طفل لا يتعدى عمره 11 عامًا، يجلس ممسكًا بمقص وبين يديه أوراق ملونة، يحكي لـ”ولاد البلد” سأبدأ في صناعة زينة ملونة لرمضان، تعودنا أن نصنع الفوانيس الورقية وأن نصمم فروع الأشجار كل رمضان، أنا أصبح في غاية السعادة عندما نجتمع مع أطفال الحي ونزين الشارع معًا.
أما الطفلة التي لم يتجاوز عمرها 12 عامًا، شهد سيد، تقول وقد علت على جبينها ابتسامة بريئة، إننا نحب أن نصنع الزينة بأيدينا، لنزين الشوارع ونستقبل رمضان.
تتابع شهد والدي هو من علمني صناعة الأشكال بالورق والنشا والدقيق، وطريقة صناعة فرع متماسك من الورق، وبعدها علَّمت أصدقائي كيفية صناعتها “أنا فرحانة إني بشارك أصدقائي في تزيين الشارع”.
أما آمنة محمد، الطفلة ذات الـ8 سنوات، فتقول “السنة دي بدأنا نزين الشارع بأشكال مختلفة، ونعمل حاجات مختلفة من الورق، وبعدين أنا بستخدم الورق اللي مش مفيد واعمل منه حاجة بتخلينا مبسوطين وفرحانين”.
الأطفال رغم صغر سنهم وبراءتهم يزينون الشارع بحماس الكبار وأكثر، هم يحملون على عاتقهم هم ومسؤولية تزيين الشارع في رمضان، ومع أن البهجة والفرحة تتملكهم مع آخر خيط زينة يمدونه، يوزعون كذلك جزءًا كبيرًا من بهجتهم الطفولية إلى باقي الشارع، لقد لوَّن الأطفال شارع السلخانة.