فيديو| منى قوت.. طالعة النخل

تعمل منى قوت، أربعينية من قرية الحلة بقوص، طالعة نخيل منذ صغرها، إذ كانت تحرص على مسابقة الصبيان في تسلق النخيل وجني البلح حتى عرفت بأنها الفتاة الوحيدة التي تعمل في هذه المهنة. ترى هوايتها المفضلة في طلوع النخيل، فضلا عن عملها في الأعمال الشاقة بالقرية من أجل توفير المال الذي تساعد به أسرتها.

طالعة النخيل

منى قوت، ابنة قرية الحلة بقوص، مواليد عام 1977، بدأت طلوع النخيل منذ أن كان عمرها 7 سنوات، لم تخش أبدا النخيل، إذ كانت الفتاة الوحيدة بالقرية التي تتسلق النخيل وتجني البلح منه، تقول منى: “كنت بطلع أحسن وأطول نخلة وأنا صغيرة، كنت بسابق الصبيان، كانوا يتضايقون من طلوعي مثلهم، يقولون لي مسترجلة، ولكن كنت قوية وصعبة زي النخيل”.

تتابع مني: لم أتوقف يوما عن طلوع النخيل منذ بلوغي مرحلة الشباب وحتى الآن، بل استطعت في السنوات الأخيرة استثمار هوايتي وحولتها إلى دخل اقتصادي، أنفق منه على أسرتي، فأنا أملك نخيل من أبي، أقوم بعمليات التلقيح والتصليح والتنظيف والجني، وبعدها أبيعه بالطلب للمواطنين لأهالي القرية، وأحصل على المال.

تشير منى إلى أنها تعمل طوال موسم طرح النخيل في جني البلح وبيعه، وتقول: “الجردل يساوى حوالي 10 كيلو أبيعه بـ130 جنيها للأسر ممن يتصلون بي ويطلبونه”.

لم تقتصر مهنة منى على بيع البلح فقط، بل تعمل أيضا بمقابل مادي لدي أصحاب النخيل، ممن يطلبون منها جني نخيلهم، فهم يقدرون عملها، بينما ترفض جني البلح لآخرين يطمعون في عملها دون إعطائها حقها.

تحكى منى لـ”باب مصر”، أنها اصطدمت في البداية بالعادات والتقاليد وواجهت أقاويل بعض الأشخاص تذكرها بأنها “مسترجلة” و”إحنا الرجالة مش بنطلع النخل”، إلا أنها مازالت تعمل ومستمرة دون الالتفات لأي شيئ آخر، فهي تعمل منذ صغرها وتساعد والدتها، حتى نالت شهرة واسعة في قريتها وأصبح البعض يطلبونها بالاسم.

أعمال متنوعة

لم تتردد منى في المساعدة وخدمة المجتمع إبان أزمة كورونا، بل ذهبت مع شباب القرية للمساعدة في حفر المقابر وتجهيزها لاستقبال الوفيات من ضحايا الفيروس، فتطوعت ووقفت مع الجميع من أجل مساعدتهم، فتقول: “الشباب في البداية رفضوا مساعدتي لهم وقالوا إني بنت كيف تساعدينا، ولكنها أصرّت على المساعدة والتطوع وساهمت بالفعل في حفر أكثر من مدفن وكانت أسرع من بعض الشباب في العمل”.

مهن شاقة

لم تكتف منى بطلوع النخيل أو حفر المقابر، بل تعمل في بعض المهن الشاقة مهما كانت من أجل توفير قوت اليوم، فهي لا تمانع في حمل جوال قمح والذهاب لطحنه مقابل أجرها، وتعمل أيضا باليومية في أحد المخابز، بالإضافة إلى عملها في رفع بقايا أعمال البناء أو الهدم في بعض المنازل، وترى أن كل هذا عمل شريف تكسب منه بعرق جبينها. لافتة إلى أنه أصبح لها زبائنها الخاصة داخل القرية يطلبونها دائمًا في أي عمل، تذهب وتعمل وتحصل على أجرتها، وامتدت شهرتها خارج القرية في القرى المجاورة ويطلبونها أيضًا ولكنها ترفض الانتقال والعمل خارج القرية لعدم ثقتها في الآخرين خارج البلد. اسألها أخيرا عن أمنياتها؟.. تجيب: لا شيىء.. أتمنى فقط أن تساعدنا الدولة فى أى مشروع يوفر دخلا تعيش منه حياة كريمة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر