في حضرة صاحب السمو قنصوة الغوري
“عن الرجل الذى كُتب عنه مائة أنشودة وستون موال”، بدأ الراوي يحكي حكاية السلطان قنصوة الغوري في نفس المكان الذي عاش وعمل فيه وكالة الغوري.
مشروع مسرح في كل مكان هي فكرة مخرج العرض محمد مرسى إبراهيم، وتأسس المشروع بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، والفكرة قائمة على استغلال الأماكن والبيوت الأثرية وتحويل قصة المكان والشخصية صاحبة المكان لعمل مسرحي درامي.
إبراهيم قال إن عرض “صاحب السمو” هو العرض التاني فييالمشروع، أما العرض الأول فكان اسمه “الأمير” عن الامير طاز وسيرته الذاتية وعُرض بقصر الأمير طاز.
أما العرض الحالي “صاحب السمو” فهو عن السيرة الذاتية للسلطان قنصوة الغوري، ويعرض في وكالة الغوري بالأزهر.
قنصوة الغوري، هو برجي شركسي من المماليك البرجية، بنى وكالته وأدارها في عصر مزدهر اقتصاديا، قدم إليها التجار من كل البلاد ليفرشوا بضائعهم في جوانب حوشها وأمامها بالميدان، وعندما يحل الليل يصعد كل تاجر يبيت ليلته في غرف أعدت لهم.
وقد ذاع صيت قنصوة الغوري في عهد السلطان طومان باي، وبعد تمرد المماليك على السلطان، استقر الأمر على اختياره سلطانًا لمصر.
صمت الرواي ليظهر مشهدًا لاجتماع مماليك يتباحثون حول من يخلف العادل طومان باي، الهارب في حكم مصر، واستمر الربط بين المشاهد التي تمثل حياة قنصوة الغوري ووصوله للحكم وورعه، وكيف واجه مماليك الأرانيس والجلبان والخاصكبية.
ثم يحكي العرض كيف تعامل قنصوة مع تمرد الجلبان، وكيف أثر البرتغاليون على الملاحة في عهدة وكيف تحولت الملاحة لطريق رأس الرجاء الصالح، وكذا تحالف المماليك وجيوش العثمانلية، وترك العربان الجبال والصحراء وهجومهم على الحضر والريف والمحروسة.
وتناول العرض وصول سليم الأول لحكم الدولة العثمانية وطمعه في حكم مصر، وظهور الصفويين تحت إمارة إسماعيل الصفوي واعتقادهم بأولويتهم في حكم مصر، بحجة وجود أضرحة الصحابة وآل البيت فيها، وتحولت سبحة الحكم إلى جمر من نار.
حكم هذا السلطان المسن قنصوة الغوري 1501 حتى 1516م، عندما قتل في معركة مرج دابق وهو يقاتل جيش العثمانيين.
كان الغوري حاكما قوى الإرادة وقضى على الفساد الذي عم القاهرة آنذاك، ثم زاد الضرائب دفعة واحدة لينفق ما يجمعه على الجيش والإصلاحات والمباني العامة، التي غمر بها القاهرة.
عبد الرحمن زكى في كتابه بناة القاهرة في ألف عام، الهيئة العامة للكتاب 1998م يقول “يقابلنا في طليعة ما بناه الغوري المدفن الذي لم يدفن فيه، والخانقاه والمكتب والمقعد، وتقع المجموعة على رأس تقاطع شارع الغورية بشارع الأزهر ولها واجهتان، إحداهما غربية على شارع الغورية والثانية بحرية على شارع الأزهر.
يتابع شيد السلطان هذه المجموعة فيما بين عامي 1503 و1504 م، ويقابل هذه المجموعة مسجد الغوري الذي بناه سنة 1504م على الطراز المتعامد.
شيد الغوري وكالة عظيمة وجدد قناطر المياه بين عامي 1506 و1508، المؤدية من فم الخليج إلى قلعة الجبل، وتنسب اليه بضعة أرباع في خان الخليلي، كما أنه بنى عند باب القنطرة عدة دكاكين، وأمر بإنشاء ميدان فسيح تحت القلعة وجلب إليه الاشجار من الشام وأجرى إليه الماء من السواقي.
عن مخرج العرض محمد مرسى ابراهيم
هو خريج قسم المسرح، كلية الآداب جامعة المنوفية، أخرج 77 مسرحية، أهمهم خالتي صفية والدير، على المسرح القومي بطولة صابرين، كما أخرج افتتاح وختام مهرجان الإسكندرية السينمائي، في آخر حضور للفنان نور الشريف قبل وفاته.
مرسي حاصل على جائزة مهرجان المسرح التجريبي 2008، وجائزة أحسن ممثل مهرجان ليفربول بكندا 2014، ومثل مصر في العديد من المهرجانات.
وهو عضو نقابة المهن التمثيلية شعبة الإخراج المسرحي، والمشرف على النشاط المسرحي بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، وعضو الاتحاد المغاربي للمسرح- تحت التأسيس.
الأداء والتمثيل
أما الأداء والتمثيل في العرض فقام به فرقة مسرح في كل مكان، وغناء محمد إسماعيل، والمراجعة التاريخية للدكتور جمال مصطفى، ويشارك في الكتابة الفنان شريف الدسوقي، والحكي ودور الراوي، وتصميم المعارك أداها الفنان محمد عبد الصبور، والرؤية التشكيلية للدكتور أحمد بركات، والرسومات والملابس لأحمد عربي، المنسق العام للمشروع.