«عماد فيليب» في احتفالية اليوم العالمي للتراث: اندثار حرفة «الشفتشي» يهدد الهوية الثقافية

نظم قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للتراث غير المادي، والتي أقيمت في متحف الفن المصري الحديث، بدار الأوبرا – قاعة الباب.
تضمن برنامج الاحتفالية عروضًا فنية متنوعة تمزج بين الفنون الشعبية والحرف اليدوية، إلى جانب معارض للتصوير الفوتوغرافي توثق ملامح الحياة التراثية في مصر. كما عُرضت مجموعة من الأفلام التسجيلية من إنتاج المركز القومي للسينما، من بينها: فن الفلاحين، شد الحبل، العقادين، الخيامية. وذلك لتسليط الضوء على الحرف التراثية المصرية المتوارثة عبر الأجيال.
عماد فيليب: نكرر أعمال الرواد حفاظا على الحرف
قال عماد فيليب خليل، مدير الإدارة العامة لمراكز البحوث التراثية والتقليدية لـ«باب مصر»: “المعرض المقام على هامش الحفل يضم أعمالا فنية من إنتاج قطاع الفنون التشكيلية ومراكز الإنتاج الفني، وكالة الغوري، ومركز البحوث التراثية. مشيرا إلى أنه يتضمن عددًا من المشغولات التراثية المستوحاة من التراث المصري، منها الخيامية التي تعد من أقدم الحرف المصرية المعتمدة على الإبرة والخيط. والتي كانت تستخدم قديما في صناعة كسوة الكعبة المشرفة في مصر قبل إرسالها إلى السعودية. إضافة إلى الملابس النوبية، والطرح، والشيلان، وأعمال النسيج اليدوي التي تتطلب مهارة عالية لا يتقنها الجميع”.
وأضاف خليل: “نكرر أيضًا أعمال الفنانين الأوائل حفاظًا على الحرفة. ونتميز بشغل الصدف الطبيعي من حيث الجودة والأشكال. كما أدخلنا على الحرف التقليدية أنماطا جديدة من الفن المعاصر مثل شغل الديزي، وطورناها بإدخال القماش مع الجلد. إلى جانب الدمج في صناعة الجلود مثل الإيتامين والديزي والصدف”.
وتابع: “نعتمد كذلك على شغل القشرة، فجميع الحرف مستوحاة من التراث لكن مع إعادة توظيفها. وبدأنا في تطوير الموتيفة الفنية”.
الشفتشي.. حرفة نحاسية على وشك الاندثار
أشار خليل إلى أن بعض الحرف التراثية تواجه خطر الاندثار، مثل الشفتشي التي تعتمد على العمل بالأسلاك النحاسية وتشكيلها. موضحا أن عدد الفنانين الممارسين لها أصبح قليلا، ولا يوجد جيل جديد يتعلمها. مما ينذر بزوالها مع اختفاء الحرفيين الحاليين.
دعم وزاري لضمان استمرارية الحرف التقليدية
عن التحديات التي تواجه القطاع، أوضح خليل أن الوزارة توفر الإمكانيات والميزانية اللازمة. وكلما ارتفعت أسعار الخامات تقوم الوزارة برفع الميزانية حتى نواكب الأسعار. ومن ثم لا توجد مشكلات تذكر حتى الآن.
وأكد أن الوزارة تبذل قصارى جهدها في الحفاظ على التراث من خلال المعارض والتعاون مع الهيئات المختلفة من خلال ورش العمل التي يشرف عليها فنانون كبار لتطوير مهارات الحرفيين أو تدريب جيل جديد. فضلا عن تنظيم دورات تدريبية مجانية لتعليم الشباب الحرف التراثية. لا سيما من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتمكينهم من إعالة أنفسهم.
توثيق بصري لحفظ الذاكرة التراثية
في هذا السياق، شدد الدكتور أحمد صالح، رئيس المركز القومي للسينما، على أهمية توثيق هذه الفعالية من خلال ملاحقة وثائقية تسجل تفاصيلها. لما تمثله من خطوة مهمة في حفظ الذاكرة البصرية للحرف التي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.
تعاون مؤسسي للحفاظ على الهوية الثقافية
جاءت الفعالية تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومي للترجمة، واتحاد المصورين العرب. إلى جانب المركز القومي للسينما. في إطار حرص وزارة الثقافة على دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على التراث المصري غير المادي وتعزيز الوعي بأهمية صونه ونقله إلى الأجيال القادمة.
وشهدت الاحتفالية حضور نخبة من الفنانين والمسؤولين، من بينهم: الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والفنان حسام دياب، رئيس اتحاد المصورين العرب فرع القاهرة. والفنان جلال المسري، نائب رئيس الاتحاد، وعماد فيليب خليل، مدير الإدارة العامة لمراكز البحوث التراثية والتقليدية. والفنان طارق مأمون، مدير متحف محمود خليل، والفنان عبد الحكيم سيد، مدير عام الحرف التقليدية. وأحمد فكري، مدير عام التنشيط الثقافي بقطاع الفنون التشكيلية.
التراث الشعبي.. هوية تتوارثها الأجيال
تأتي هذه الاحتفالية تأكيدًا على دور المؤسسات الثقافية المصرية في تسليط الضوء على التراث الشعبي والفنون التقليدية التي تجسد تنوع الشخصية المصرية وثراءها الثقافي عبر العصور.
اقرأ أيضا:
«حكايات العبور».. التراث الشعبي في ذاكرة الحرب
د. بسمة سليم: مصر الجديدة تملك هوية بصرية فريدة يجب إدراجها على خريطة السياحة
بطل قومي وجندي يعاني.. «الفلاح المصري» في لوحات الفن التشكيلي وكتب الأدب