“عزيزي فلان”.. أمسية شعرية لـ”أحمد حداد”
“اتفضل تعالى اشرب شاي..على ما الشمس تقول باي باي..القهوة كراسيها بترقص.. وتدوب فى الينسون والحلبة.. تعالى اشرب شاي”.
يقف أحمد حداد، أمام “الميكرفون” ويدير قدمه اليمنى لتقف متقاطعة مع اليسرى على “طراطيف” أصابعه، ويلتفت إلى داليا الجندي، ليتبادلا حوارًا شعري من قصيدة تانجو “ماتيجى نرقص تانجو يا دوللي.. همست عشان تقوللي” “قبل اما تنده بص واستنى.. إحنا دلوقتى ملايكة وبنرقص تانجو ف الجنة”.
فى أمسية جمعت بين الشعر والغناء، قدم أحمد حداد مجموعة من قصائده في أداء راق بديع، إذ برز الأداء التمثيلي العالي لأحمد حداد في قصيدة عزيزي فلان، التي حملت الأمسية اسمها، وهو أيضا اسم أحدث دواوينه الشعرية.
لم يكن هناك إلقاء للشعر بالطريقة التقليدية المتبعة في الأمسيات الثقافية، بل كانت الأمسية أقرب إلى العرض أو المسرحية الشعرية الغنائية، فقد أدى أعضاء العرض الأشعار بشكل تمثيلي، لتتحول القصائد وأبياتها إلى جمل حوارية بينهم، بجانب الانتقال بين القصيدة المؤداة تمثيليا والأغنية المفردة والعرض للقصيدة وكأنها دراما مسرحية ممثلة.
حدّاد استغل قدراته التمثيلية ومواهبة المتعددة في العرض، فمزج بين احترافية التمثيل وبين شاعريته، فظهر وكأنه يمثل القصائد ويغنيها معًا.
وبينما اتسم ديوانه بالروح الثورية اتسمت الحفلة بالخفة والمرح والبهجة، فقد ساد جو المحبة من قصائد أحمد المغناة وأشعاره الرومانسية، وتبادل الأداء في جمل حوارية بين أحمد حداد وداليا الجندي وبانة مشتاق وعالية شاهين، وأداء غنائي من حداد و طربي من داليا.
وبمرح وخفة ظل قدمت عاليا شاهين ردودًا غنائية بطريقة سبرانوا أوبرالي في أغنية حبيب قلبي على لحن كارمن العالمى “حبيب قلبي.. ماتزعلشي.. أنا غلطانة معلشي.. يا خاطفني.. يا مالكني.. وبدونك سجني ماينفعشي”
حافظ تسع ضحكات وتكشيرة في وشك النونو يا ست البنات
فى قصيدة كل الحالات يخاطب أحمد حبيته بأنه يعرف كل حالاتها “في النرفزة والفرفشة والسكات” حافظ لأنواع ضحكاتها فيعددهم بأنهم تسع ضحكات وتكشيرة واحدة، فالكل بالنسبة له غير حقيقي، وهي له الأساس “الكل فالصو يا حلوة وانتي الأساس”.
حواديت قديمة
وفي قصيدة بديعة مليئة بالمشاعر يتذكر أحمد حوار “تقول له فاكر يرد فاكرة” فيذكرها بورق المذاكرة والتذاكر، ويعرض على حبيبته، التي تحب الحاجات القديمة، أن تأخذ قلبه “حتة انتيكا نادرة”، بينما كان فى أول القصيدة “خردة مالهاش قيمة”
تقول له فاكر يرد فاكرة
ورق التذاكر ورق المذاكرة
أنا قلبي خردة مالهش قيمة
ياللي تحبي الحاجات قديمة
هدوم قديمة
يفط قديمة
جبنة قديمة
حواديت قديمة
تقريها ف جرايد قديمة
تلاقيها جوه بيوت قديمة
خدي قلبي حتة أنتيكة نادرة
وقوليله: فاكر؟ ح يرد فاكرة؟
اجعلني سعيد
وتبادل لأداء بين عالية وبانا وداليا وأحمد أعلنوا عن الانتماء “أنا منتمي للقلب”، “أنا منتمي للسحاب وللقمر وللسما”، “أنا منتمي للبحر” “أنا منتمي للموسيقى وريحة القهوة والأغانى الرشيقة”.
وفي صيغة الدعاء طلب السعادة
اجعلني قصيدة
تنهيدة
بتخلص وتروّح
كتكوت في الشمس
بيتطوّح
اجعلني شهاب
في السماوات
اجعلني
كولونية ستات
خلّينا ندوّر على بيتنا
ونلاقيه دافي
الليل مش على قد كتافي
والصبح بعيد
اجعلني سعيد
اجعلني في العيد
كحكاية
أو لبس جديد
وجعاني تكشيرة الدنيا
وواجعني الوقت
اجعلني صحبة ورد
ومتجعلنيش أبدًا
زهرية على باب القبر
علّمني الصبر
علّمني أفضفض وأنا مبسوط
علّمني أكون نسّاي
علمني أموت
بس قبل ما أموت
اجعلني
نعناعة في كوباية شاي
بتغنّي في الحلق.
الأزياء
فستان داليا الأحمر كان يليق بالأمسية المبهجة ودورها في الأداء، فقد أدت أغان مبهجة، ألحانها مليئة بالمرح، وتبادلت الأداء الراقي مع أعضاء العرض.
الحركة
بدأت الأمسية بتبادل الأداء أثناء الجلوس، وتغيير وضع المؤدين، فانتقلوا إلى الوقوف في مقدمة المسرح، والعودة إلى الجلوس في أماكنهم، وكان جلوس أحمد في طرف المسرح عند أداء عزيزي فلان ملفتًا للنظر.
عن أحمد حداد
من مواليد 1984 بالقاهرة، تخرج في المعهد العالى للسينما بالقاهرة، شاعر ومخرج وممثل، كتب وأخرج ومثل أفلام (كل البنات بتحب الشيكولاتة- سبرتاية- إسكندرية)، مثل في كل من السينما والمسرح، وشارك في أفلام (أوقات فراغ- الغابة)، ومثل في مسلسلات تلفزيونية (دوران شبرا- موجة حارة)، وقام ببطولة مسرحية من القلب للقلب.
أحمد حداد ورث موهبته الشعرية من شجرتي حداد وجاهين، فوالده أمين حداد وجده لأبيه فؤاد حداد، ووالدته أمينة جاهين وجده لأمه صلاح جاهين، وخاله بهاء جاهين، فهو التقاء بين جذور شعرية راسخة في الأشعار العامية المصرية.
صدرت دواوينه الشعرية التالية: الورد اللي بيطلع عام 2000 – عن المركز المصري العربي، حبة تراب 2007 – دار ميريت، دولاب الهدوم عام 1999 عن دار ميريت، وبشويش2011 عن دار العين، وحائز على الجائزة الأولى لشعر العامية 2012 عن عزيزى فلان عام 2013 صدر عن دار الشروق.
الأمسية من أشعار وأداء: أحمد حداد، غناء: داليا الجندى، عالية شاهين، أداء: بانا مشتاق.
إيقاع: هاني بدير
بيانو وغناء: يوسف الشريعي
عود وغناء: إسلام عبدالعزيز
بيز: حسام عبد الرحمن
ألحان: حازم شاهين وشريف الوسيمي وأحمد عاصم وشادى مؤنس وإسلام عبدالعزيز وياسر المغربي.
إلى جانب ألحان عالمية مترجمة.
تعليق واحد