خصص لعبادة إيزيس.. «الشلويط» معبد روماني بالأقصر خارج خريطة السياحة

على بعد 4 كيلو مترات من معبد مدينة هابو الأثرية بالقرنة غرب الأقصر، يقع معبد دير «الشلويط». هذا المعبد الصغير له مكانة تاريخية قيمة، فهو مزيج رائع من الثقافات المصرية القديمة والرومانية. وهو المعبد الوحيد المخصص لعبادة الإلهة إيزيس، آلهة الفن والجمال في الحضارة المصرية القديمة. المعبد يفتقر للزيارات السياحية ولا يعرفه سوى العاملين بالآثار أو دراسي الحضارة القديمة. رغم أنه يذخر بالعديد من النقوش والمنحوتات المختلفة في جدرانه.

معبد دير الشلويط

يقول محمود موسى، مدير المنطقة الأثرية بالبر الغربي: “معبد دير الشلويط من المعابد الرومانية الهامة له قيمة تاريخية عالمية. لأنه المعبد الوحيد المخصص لعبادة الآلهة إيزيس، إلهة الفن والجمال في الحضارة المصرية القديمة. يبعد المعبد عن مدينة هابو حوالي 4 كيلو مترات جنوبا. حيث إنه في إبان الحكم الروماني لمصر، أراد الرومان التقرب من المصريين فتقلدوا بتقاليدهم وديانتهم وبنوا المعابد على الطراز الفرعوني القديم”.

وتابع: كلمة الشلويط مستمدة من الكلمة الدراجة “الشلاطة”، وهي أداة للجلد قديما. لأنه في فترة العصر القبطي كانت المنطقة المحيطة بالمعبد مكانا للعقاب وجلد الخارجين عن القانون. والدليل على ذلك أماكن الفجوات في جدران المعابد من الخارج، والتي تدلل على استخدام المشانق قديما. كما استخدم الأقباط المعبد كمخبئ ومأوى لهم هربا من اضطهاد الرومان لبعده عن المدينة. ولذلك أطلق عليه لقب الدير، ولكنه في الواقع معبدًا وليس ديرًا.

يذكر موسى أن وزارة السياحة والآثار رممت مؤخرا معبد الشلويط، عن طريق إزالة “السناج” وهي بقايا الحرق من الحقبة القبطية. فظهرت النقوش بجمالها وألوانها الباهية. والترميم تم بمساعدة مركز البحوث الأمريكي وافتتحه وزير السياحة في عام 2014، وخُصص للمعبد تذاكر زيارة. وأرجع موسى قلة زيارة المعبد من قبل السياح إلى ما أسماه “تقصير” شركات السياحة، حيث إنهم لم يدرجوا المعبد في خرائط الزيارات فضلا عن ضعف الدعاية والترويج الجيد للمعبد.

وعن زوار معبد الشلويط، يقول موسى: “لا يتوجه لزيارته سوى فئتين فقط، إما طلبة علم وباحثين من دارسي الآثار والتاريخ القديم، أو المهتمين بتاريخ الآلهة إيزيس، ويسعوا لرؤية المعبد المخصص لعبادتها. فالمعبد يحتوى على نقوش وزخارف جميلة وملونة، تصور علاقة الأباطرة الرومان مع الآلهة المختلفة. ولم يتعرض أي جزء من المعبد للهدم فهو بمكوناته الأساسية. هو معبد صغير بالنسبة للمعابد المصرية القديمة ويعتبر مقصورة في المنظور الأثري الذي ينص على أن مكونات المعبد الأساسية هي صرح ثم فناء، صالة كبرى، وأخيرًا قدس الأقداس، ولكن ما يدل على أنه معبد مكتمل هو بناء البوابة الخارجية له”.

جدارن المعبد
جدارن المعبد
الخريطة السياحية

يقول أيمن أبوزيد، رئيس جمعية التنمية السياحية بالأقصر: “شركات السياحة لا تضع معبد دير الشلويط ضمن جدول الزيارات السياحية لها. وذلك لأن الطريق من مدينة هابو وحتى معبد الشلويط غير ممهد. ويحتاج للعديد من التطوير من رصف وإضاءة حتى تضمن الشركات السياحية عدم وجود أي عراقيل أثناء الزيارة. فيجب على المحافظة تمهيد الطريق إلى المعبد لأنه مكسب كبير وسيلقى الضوء على مواقع أثرية غير المعروفة عبر الخريطة السياحية. وسيكون استثمار موقع أثري جديد، لا يستغرق الوصول له بالأتوبيس السياحي سوى 20 دقيقة من معبد مدينة هابو”.

وتابع: من الممكن استثمار المنطقة الشاسعة حول معبد دير الشلويط في مشروعات ترفيهية للسياح كركوب الجمال والخيول، وعمل مشروعات الحرف اليدوية مثل الخوص والخزف والألباستر وغيرها. وأيضًا إنشاء أسواق حضارية لبيع العاديات السياحية والتذكارات، وإنشاء مطاعم للأكلات الشرقية. فبتمهيد الطريق وتوفير الدعاية المثالية للمعبد سوف تخلق من معبد دير الشلويط وجهة سياحية رائعة وجديدة.

ويضيف أبوزيد، الآن تعمل محافظة الأقصر على مشروع عظيم وهو إضاءة البر الغربي. وهذا المشروع سيلقى الضوء على كل حجر تاريخي في البر الغربي، وبالنسبة لأهمية المعبد التاريخية فهو معبد تاريخي عظيم يحفل بنقوش تاريخية قيمة. ولا يوجد مكان تاريخي بالأقصر ليس له قيمة، فالأقصر ذاخرة بالعديد من المواقع الأثرية التي تحتاج بعض التطوير والدعاية الخارجية ووضعها على الخريطة السياحية للشركات السياحية. لخلق التجديد واستثمار كل موقع تاريخي وإبراز أهميته للعالم.

اقرأ أيضا:

بناء على طلب الآثار: القصة الكاملة لهدم قصر أندراوس بالأقصر

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر