"عدُّودِة فُراقْ" قصيدة للشاعر محمود يحيى

إلى الأب الذي فقد ابنته وزوجته في الجريمة الإرهابية الأخيرة
مدخل ..
راحت تصلي لربها
كان دربها سكة جحيم
رفعت إيديها للسما
وفقلبها
شريان وشوقه خيوط أمل
ممدودة تحلم بالنعيم
بس الشيطان قطع الخيوط
شد البنيه من الأمان
وجراح حزينة على البيبان
فتحت دموعها لأهلها
. راحت تصلي لربها
القصيدة..
فتافيت ضلوعي ف الطواف
لسّاها بتسبَّح أهات
واللي سمع غير اللي شاف
الصبر عدّودة سكات
اللي سمع..
غير اللي عاش حدّوتة العمر اللي فات
للي ابتلى ننّي وروح
ومافيش ف صدره غير أسى
وْحبة جروح
وألم حنين الذكريات
ليه سهم ليل الفُرقة صابني
والرّموش مبدورة غيم
ليه إنكسار السكة خدني
للحياة من غير نديم
طعم الحياة
بيمرّ في جوف الأنين
يسقي الفؤاد
بالمرّ ونواح السنين
العمر
محتار بالوجع
شايل هموم البعد
ويدوَّر على حَبة دموع
يمكن بكاه يطفي الحنين
يا نبتة الفْرح اللي مات
لسَّاك معايا وبنْدهِك
قيمي الصلاه
في جنتك
الزهر متحني بْنداه
والضحكة دايمه ع الشفاه
حوريّة بتعدّ النجوم جوَّه السما
وتغنّي من حسن الحياة
والدنيا مش هيَّ الحقيقة
الجسم سجن الروح
فلمّا ينهدم بتكون طليقة
وانتي البريئة
يا وردة الحبّ الرقيقة
نادي جراح الفرقة في قلبي تِخِفْ
مدّي شعاع الحب فوق صبري يِجِفْ
هدّي بدعاكي عزف خوفي م الزمن
وإنتي ف بعادك طيّبي
روحي اللي عذّبها الشجن
وان كان بعادك دق في أحزاني طبلك
أو دمعي في الغربة البعيدة يا غالية طاب لك
خلّي الوصال
شريان مودَّة بين حنايا الآه ف عيني
يمكن يزيح عني الأنين اللي كاويني
تايه …
ومش قادر أحُوْش حبّة دموع
جوّه جيوب فستان بيسأل
كلّ لحظة
عن جمال الحلوة زينة
ولا قادر أمسح م الحواري
خطاوي كانت أحلى زينة
ليه النهاردة اتيتّمت
حوارينا بالذكرى الحزينة
لو كان صحيح العقل زينة
ماكانتش روح القلب تفضل
خلف قضبان الضلوع بعدِك رهينة
نقْش الجروح
في الروح مايعرفش السكينة
بيسوّد الأحلام
ف تستنّى ورا القضبان سجينة
ليه الفراق مش بيساوينا !!
واحنا اللي من خوفنا ساوينا
فرْح دنيا وانكسارها
وشط تايه من عنينا
وازرع الحلم اللي عشّش في خيالي
ألقي ضيك
موج ومينا
ولسّه شايل جوّه حضني
كام عروسة لابسة توبك
لسّه باسمع كلّ ليلة
ضحكة سارحة
أجري بين همس الملايكة
ألتقي طيفك شذا
ترنيمة ف بداية صلاة
والفكر يركع
للي عدّت من حدود اللاوجود
للاوجود بين البشر
ضيّ القمر
والشمس غابوا يام زينة
لما فضّلتي اللقا
مع أحلى زهرة م الحياة
يا ألف آه
ف القلب لما ينطلق
طيفك وطيفها ويزوروني
ويفوتوني أصلّي وحدي ..
في طقوس الحزن وحدي مع الدموع
ليه ارتمي مجروح ليلاتي
أسأل الصّور اللي باقية
فوق حيطان تصرخ بحرقة صمت مبدور بالأسي ..
وذكرى اللي غاب
لمّا الحبايب قالوا للدنيا العواف
وانا لسَّه بتسبّح ضلوعي
وسْط همساتِك يا غالية في الطواف
 
محمود يحيى، من شعراء العامية الواعدين  ، أصدر فى بداية عام 2016ديوانه الأول ” مواسم لقا”، ويستعد لإصدار ديوانيين جديدين هما ” مزامير غرام”، و” حنين مبدور”

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر