صور| “يا سلطان الصعيد مدد”.. حكايات وكرامات الشيخ الفرغل بأبوتيج
تصوير: أحمد دريم
“مدد يا شيخ فرغل مدد، شيل لله يا أبو أحمد، يا سلطان الصعيد مداد، بركاتك يا سيدنا”، عبارات يرددها زوار “الفرغل”، وهو الشيخ محمد بن أحمد الفرغلي ومسجده بمدينة أبوتيج في أسيوط، والذي يتوافد عليه أهالي الصعيد كل عام لزيارة الضريح في الاحتفالات التي تستمر 15 يومًا خلال شهر يوليو.
الفرغل
يقع مسجد وضريح سلطان الصعيد الفرغل علي بعد 27 كم جنوبي محافظة أسيوط، ويضم مسجد الفرغل مساحة كبيرة وله مئذنتان إحداهما قديمة والأخرى حديثة، وهو من أشهر المزارات السياحية الدينية في محافظة أسيوط ويوجد به مقام صاحبه أحد أقطاب الأمة الإسلامية سلطان الصعيد الإمام محمد أحمد الفرغل الذي ولد عام 810 هـ، ويمتد نسبه لأبيه للإمام الحسن بن على ونسبه لأمه للإمام الحسين بن على رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ويتلقى فيه الأهالي علوم الفقه والحديث والتفسير.
تحطيب وسيوف
تتضمن احتفالات مولد الشيخ الفرغل السنوية إقامة حلقات تحطيب، حيث يتوافد عليها برغم إنها لعبة قاربت على الاندثار في أسيوط، إلا أن مولد الفرغل لا يخلو من حلقات التحطيب التي تقام في ساعات العصاري بالساحة الموازية للمسجد، ويشارك فيها رجالًا من كافة القرى والمراكز والمحافظات المجاورة بغرض الاستمتاع واللهو، فضلًا عن مشاركة الأطفال للكبار، يعقبها يأتي الهواة بالسيوف ويلعبون بها ويبدعون حركات تنال إعجاب الزائرين.
خدمات ونذور
تحولت شوارع وساحة مسجد السلطان الفرغل إلي شوادر وسراديق يقيمها أفراد الطرق الصوفية وعائلة الأشراف وأهالي المدينة لخدمة زوار سلطان الصعيد، الذين يأتون من مختلف محافظات الصعيد ويقدمون لهم الطعام والشراب وأماكن للمبيت والتي تشتهر تلك الخدمات بتقديم وجبات لأكلات الفول النابت والعدس.
كما يحرص الزوار وخصوصًا السيدات، علي زيارة ضريح الشيخ الفرغل المتواجدة من الناحية القبلية عن المسجد وتقديم النذور التي تحتوي علي أموال أو رؤوس أغنام أو هدايا، ووضعها في الصناديق التي تشرف عليها لجنة من مديرية أوقاف أسيوط وذلك للتبارك بالضريح والدعاء لقضاء حوائجهم.
مدح وذكر
أما في مساء كل يوم، يتوافد الزوار علي ساحة مسجد السلطان الخارجية التي تقام بها حلقات للمدح وذكر أهل البيت والابتهالات المختلفة التي يحيها كبار المداحين والمنشدين بمحافظات الصعيد، والتي يحرص الشيخ ياسين التهامي ونجله الشيخ محمود التهامي المشاركة فيها وخصوصًا في الليالي الأخيرة للاحتفالات.
ليلة أبوحسيبة
تقام ليلة الشيخ أبوحسيبة، وهو مقام ملاصق لمسجد الفرغلي في اليوم التالي لنهاية الاحتفالات ويحرص الشيخ ياسين التهامي علي المشاركة فيها وتتميز هذه الليلة كونها ليلة يقبل عليها الكثير من مختلف المراكز والقرى للاستمتاع بالابتهالات الدينية والتواشيح ومدح أهل البيت.
كرامات
يقول الشيخ أحمد شمس الدين الشريف، وكيل المشيخة الصوفية ببندر أبوتيج، إن لسيدنا الفرغل احتفالين، الأول بالمولد والذي يصادف شهر يوليو وهي وقت دخوله أبوتيج بعد مجيئه من قرية بني سميع، والثاني هو الميلاد الأصلي يوم 5 صفر سنة 810 هجريًا وتستمر 15 يومًا، وبعدها تقام ليلة لمقام الشيخ أبوحسيبة المجاور للفرغل.
وأضاف وكيل الطرق الصوفية بأبوتيج، أنه للإمام العديد من الكرامات من بينها كرامة أن الشيخ الفرغل كان يحفظ القرآن الكريم وكانت كرامته أنه عندما كان أحد يقوم بقراءة القرآن أمامه يرى من فمه نور يخرج إلى السماء، فذات مرة أحد القراء كان يقرأ أمامه فأخطئ القاري، فقال له الشيخ ارجع فإنك أخطأت، فقال له كيف فرد عليه فقال إني كنت أري نورًا متصل من فمك إلي السماء فانقطع النور فعلمت إنك قد أخطأت.
ذكر كتاب “لوامع الأنوار وروض الأزهار”، من تأليف الشيخ العلامة عبدالحافظ بن علي المالكي المصري الأزهري، إنه قال في مناقب سيدي محمد بن أحمد الفرغل، المدفون في أبوتيج الصعيد، أنه كان من الرجال المتمكنين أصحاب التصريف.
عن الشيخ
هو محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن موسى بن قرشي بن علي أبو الكرامات بن أحمد أبو العباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبد الله بن حسن المثني بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
هوامش
- كتاب “لوامع الأنوار وروض الأزهار”، تأليف الشيخ العلامة عبدالحافظ بن علي المالكي المصري الأزهري.
اقرأ أيضا