«وحوي يا وحوي» أصلها فرعوني.. أغنية شعبية عمرها 6 آلاف عام

وحوي يا وحوي إياحا تعتبر من أشهر الجمل والمقطوعات التي تذيعها القنوات الفضائية، فهي من التراث الشعبي للمصريين بالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك، ولكن هل يعرف أحد معناها أو من أين جاءت وظهرت؟
يقول الباحث الأثري أحمد عامر، إن وحوي يا وحوي من الأغاني النادرة التي ترددت طول التاريخ المصري حتى يومنا هذا بنفس نطق كلمات اللغة المصرية القديمة بخطوطها الأربعة الهيروغليفية، الهيراطيقية، الديموطيقية، والقبطية.

تاريخ الأغنية

ويكشف الباحث الأثري في حديثه لـ”ولاد البلد” تاريخ الأغنية، التي تعود أصولها إلى آلاف السنين، قائلا: “النص الأصلي للأغنية هو قاح وي، واح وي، إحع”، وترجمتها باللغة العربية والتي تعني “أشرقت أشرقت يا قمر”، وتكرار الكلمة في اللغة المصرية القديمة يعني التعجب، ويمكن ترجمتها أيضا “ما أجمل قرفتك يا قمر”.

ولفت الباحث إلى أن الأغنية فرعونية الأصل، وتحمل صفات الأغنية الشعبية.. كما أن لها بعد تاريخي يرجع إلى ستة آلاف عام. مشيرا إلى أن الموروثات المصرية تضرب بجذورها في عمق التاريخ حتى إلى الحضارة المصرية القديمة.

وأردف عامر في سياق تصريحاته، أن بعض الاحتفالات الشعبية مثل يوم شم النسيم أو أعياد الربيع.. ترجع إلى احتفالات المصري القديم بها منذ فجر التاريخ. وأيضًا أسماء المدن التي ترجع أصولها إلى الحضارة المصرية القديمة.. مثل تل بسطة مثلًا؛ والتي هي مقر عبادة المعبودة بوباستت، ثم حرفت فيما بعد.

رفع راية العصيان ضد الهكسوس

وأكد الباحث الأثري، أن طيبة كان فيها السيدة “إياح حتب” زوجة الملك “تاعا الثاني”.. والتي راحت تحرضه على أن يرفع راية العصيان في وجه الغزاة الهكسوس.. ويستعيد مجد بلاد آبائه العظام. وهكذا وتقديرا للتضحيات وللدور البطولي لـ”إياح” خرج المصريون حاملين المشاعل والمصابيح.. وهم يهتفون لها مرحبا يا قمر، أو أهلا يا قمر، وهكذا أصبحت “وحوي وحوي إياحا” أو أهلا يا قمر تعويذة المصريين وشعارهم لاستقبال كل من يحبونه، وكان قمر رمضان على رأس ما أحبه المصريون فحصل بجدارة على الأغنية حتى أصبحت الأغنية لصيقة به.
وأورد عامر: أنه بعد دخول الفاطميين إلى مصر وانتشار ظاهرة “الفانوس” أصبحت الأغنية مرتبطة بشهر رمضان فقط، بعد أن ظلت أزمنة عديدة مرتبطة بكل الشهور القمرية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر