تراكمت عليها الرمال| مقابر إسنا التراثية تستغيث.. ومطالبات بتسجيلها

على بعد 10 كيلو مترات بالظهير الصحراوي غرب إسنا تقع جبانة الشيخ علي، التي تضم أضرحة ومبان وقباب تعود معظمها للعصر العثماني. إلا أن هذه الجبانة وجبانات أخرى بجوارها تراكمت عليها الرمال وانهارت بعض طبقاتها الخارجية بفعل التغير المناخي. وسط مطالبات من قبل أثريين بتسجيلها والاهتمام بها من قبل وزارة الآثار.

جبانة الشيخ علي

يقول أحمد عبدالله، باحث أثري بمنطقة تفتيش آثار إسنا: “جبانة الشيخ علي أنشأت في العصر العثماني، كما أن المباني الأثرية والأضرحة بالجبانة يعود معظمها للعصر العثماني أيضا. ومن أهم المعالم الأثرية الموجودة بالجبانة، قبة الشيخ عثمان التي يعود تاريخها إلى عام 1812. وقبة الشيخ على بن الهوى، والشيخ جامع، وضريح الشيخ عمر عبادة الأنصاري والشيخ الصحابي”.

وتابع: هذه الأضرحة عليها نصوص كتابية شعرية ونثرية قديمة، مؤرخة باسم صاحب الضريح، والتاريخ، وتتميز ببناء عمراني مختلف عما يوجد في جبانات إسنا الحالية.

يوضح أنه توجد مباني قديمة واسعة داخل الجبانة منذ العصر العثماني. مخصصة لذبح النذور وتوزيع الأطعمة أثناء الاحتفالات والموالد. كما توجد أماكن مخصصة لوضع المصاحف تسمي “طاقات”. وهي عبارة عن مكان مربع في أحد الحوائط توضع فيه المصاحف وقد يترك مفتوحًا وقد يوضع عليها باب صغير. وهناك أماكن مخصصة لوضع الشموع فيها.

يضيف، بعض الأضرحة مبنية على شكل مربع تعلوه قمة وبه محراب مخصص للصلوات، ويتميز بالنصوص الكتابية المكتوبة عليه. التي توضح بعض المعلومات عن الضريح وتاريخه وصاحبه وبعض الأبيات الشعرية والنثرية والآيات القرآنية المكتوبة بخطوط مختلفة.

ضريح بأحد الجبانات
ضريح بأحد الجبانات     
مباني وأضرحة

يذكر الباحث الأثري، أن تلك المباني والأضرحة الموجودة داخل الجبانة لها سمات معمارية وأثرية مميزة منها المحراب الذي يحدد اتجاه القبلة من أجل الصلاة، والبناء مكون من الطوب اللبن والأسود والآجر، وبه فتحات، وعقود على شكل نصف دائرة، بينما الأسقف يكون معظمها على شكل قباب تناسب البيئة الصحراوية، وضوء الشمس، وكذلك تقلل من ارتفاع درجة الحرارة.

كما توجد بعض أضرحة الأولياء الصالحين والتي بنيت بطريقة دائرية وعليها بكرة ملفوفة. ونوه عبدالله بوجود عدد من شواهد القبور وأبنية أخرى قديمة وأماكن آبار للمياه، كانت تغذي المنطقة بمياه الشرب، وسقي بعض النباتات المزروعة حولها.

ويوضح أن هذه الجبانة تأثرت بعوامل التعرية، فهي حالتها سيئة الآن بسبب تزاحم وتراكم الرمال عليها، حتى الأضرحة تغمرها الرمال لنصفها، ولا يظهر منها سوى القليل، بسبب التأثر بالمناخ والرياح والرمال. وقد انهارت بعض الطبقات الخارجية للجبانة وأجزاء من القباب وأصبحت مليئة بالتشققات، ومليئة أيضًا بالأشواك والعقول.

تسجيل الجبانات

يطالب الأثري بالاهتمام بتلك الجبانات، وتسجيلها في وزارة الآثار، لما تتميز به من سمات معمارية وكذلك فهي تعبر عن تراث إسنا الحديث، والاهتمام بها سيخرجها للنور ويحافظ عليها.

ويشير إلى أنهم فريق مكون من 3 أشخاص مهتمين بالتراث الإسناوي، وحاولوا تنظيف الجبانة، وإزالة ما يمكن من مخلفات، لمعرفة التواريخ وقراءة النصوص المكتوبة عليها، كما تحدث عنها الدكتور حسن محمد نور، في رسالة دكتوراه بجامعة سوهاج، بسبب أهميتها.

الباحث الأثري أحمد عبدالله
الباحث الأثري أحمد عبدالله
ضريح الشيخ عمر عبادة الجبيري

يتقدم الضريح فناء مكشوف، تبلغ مساحة أربعة أمتار ونصف. ويحتوى على أربيع قبيبات صغيرة بالأطراف والأركان، وكان يعلو المدخل نص تأسيسي من الحجر الرملي ولكنه فُقد الآن.

كما يوجد محراب صغير بالضلع الجنوبي الشرقي. ويوجد “طاقة” لوضع المصاحف والشموع التي كانت وسيلة الإنارة. ثم يحتوي بالداخل على مثمن عن طريق الحنايا الركنية. ويوجد فتحة للتهوية والإضاءة بكل ضلع من أضلاع المثمن. وتتضح ملامح العصر العثماني في شكل بناء المدخل الهندسي والمحراب والدخلات من حيث الزخارف.

ويذكر عنه الباحث، أن الشيخ عمر كان يتابع المدرسة الشافعية بإسنا. ودرس العلوم الشرعية وفقه الإمام الشافعي، وتولي نائب للقاضي آنذاك. وكان رئيس مجلس العلم الشريف، ومقره داخل المدرسة الشافعية بحارة الجبيرات حاليًا، وتوفي عام 1138 هجرية.

قبة الشيخ علي بن الهوى

قبة لها تخطيط معماري مميز في قباب جبانة إسنا، ولا يوجد بها أي أثر للدفن أو أضرحة، ولا محراب مثل بقية الأضرحة الأخرى في الجبانة. القبة مساحتها صغيرة جدا مفتوحة من كل الجهات بعقد مدبب، وترتكز فيها القبة مباشرة على المربع، وبها فتحات صغيرة للتهوية والإضاءة.

ويضيف عبدالله، أن هناك رأي أثري يذكر أن تلك القبة غير مصممة للدفن ولكنها مصممة للزوار ولحمايتهم من أشعة الشمس، ولكن الآن بحالة سيئة تغطيها الرمال وتطمس معظم مظاهرها.

اقرأ أيضا:

«عبدالقادر السباعي» ينحت تمثال الحرية في قفط

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر