في مثل هذا اليوم.. رحل «ملك العود» فريد الأطرش

تحل اليوم 26 ديسمبر لعام 1974 ذكرى رحيل الموسيقار والمطرب فريد الأطرش، إثر تعرضه لأزمة قلبية، نقل بسببها إلى المستشفى في بيروت ورحل عن عمر يناهز 64 عامًا، تاركًا إرثا فنيًا موسيقيًا يتعلم منه جيل وراء جيل من الموسيقين، ويطرب به المستمعين حتى يومنا.
لحن الأطرش لكثير من المطربين والمطربات، على مدار حياته الفنية منهم شادية، وفايزة أحمد، وصباح، ووديع الصافي، ووردة الجزائرية، وفهد بلان، ومحرم فؤاد، وإسماعيل يس.
أحدث الأطرش بموسيقاه نقلة موسيقية في الموسيقى الشرقية، إذ دمج الإيقاعات الغربية مثل التانجو والفالس مع المقامات الشرقية في ألحانه، مثل اللحن الذي غنته شقيقته أسمهان في آخر أفلامها “غرام وانتقام” أغنية “ليالي الأنس في فينا”، إضافة إلى براعته في العزف على آلة العود، ولذلك لقب بـ”ملك العود”، وكان الجمهور ينتظر حفلاته في الربيع ومنافسته الشهيرة مع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، في تقديم أفضل الأغاني في حفلات الربيع.
فريد الأطرش – تقاسيم الربيع الجزء الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=0spEMmeSG5Y
فريد الأطرش – تقاسيم عود أول همسة حفلة دمشق
https://www.youtube.com/watch?v=iIax7W1SndU
ولد الموسيقار فريد الأطرش في 21 أبريل لعام 1910، اسمه الحقيقي فهد فرحان إسماعيل الأطرش الشهير فنيا بـ”فريد الأطرش”، نشأ في منطقة جبل العرب، وهو من أمراء جبل الدوز في سوريا، والدته الأميرة والمطربة علياء المنذر، بعد وفاة والده عام 1925 اضطر فريد للسفر وشقيقه فؤاد وشقيقته أسمهان من سوريا إلى القاهرة، هربًا من الفرنسيين الذين رغبوا في اعتقاله هو وعائلته لنضال والده ضدهم.
التحق بمعهد الموسيقى، وفي نفس الوقت بدأ في بيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل توفير ذات اليد له ولأسرته، بعدها التحق بفرقة بديعة مصابني كعازف عود، وهناك لفت فريد الأنظار إليه؛ حيث قدمه مدحت عاصم للإذاعة ولاقت أغنيته “يارتني طير” رواجًا كبيرًا وذاع صيته كمطرب، وكانت بدايته السينمائية عام 1941 في فيلم “انتصار الشباب”، والذي شاركته التمثيل فيه شقيقته المطربة أسمهان، التي كان يعتبرها شقيقته المقربة المقتنع بها فنيا، وتأثر كثيرًا بعد وفاتها.
استعرض مسلسل “أسمهان” المُنتج عام 2008 بطولة الفنان السورية سولاف فواخرجي العلاقة القوية بين فريد وأسمهان، وكيف عانت أسرتها خصوصًا بعد ترك جبل الدروز والمجيء إلى القاهرة، والنهاية المأساوية للمطربة أسمهان التي رحلت في عمر الشباب.
وعن مدى تأثر ملك العود بوفاة شقيقته صرح في لقاء تلفزيوني مسجل مع الإعلامية ليلى رستم – يمكن مشاهدته على موقع يوتيوب – عن عدم اقتناعه بوجود صوت يعبر عن كل إمكانياته اللحنية غير صوت شقيقته الراحله أو أم كلثوم، الذي عاتب عليها سماعها ألحانه ووعدها له بأنها ستغني منها ولا يحدث هذا.
بعد فيلمه الأول انتصار الشباب توالت العروض السينمائية عليه، ومن أهم الأفلام السينمائية التي شارك فيها بالبطولة الفنان فريد الأطرش “أنت حبيبي”، و”رسالة من امرأة مجهولة”، و”عهد الهوى”، و”بلبل أفندي”، و”شهر العسل”.
مهما تحدثنا في سطور قليلة عن ذكرى ملك العود فلن يوفيه حقه، فلقد أفرد الكثير من الأساتذة والكتاب كثير من الكتب تتحدث عن عبقريته الفنية الموسيقية وطيبته الإنسانية، كما كتب بنفسه مذكراته قبل وفاته بسنوات قليلة، عهد بتحريرها محرر فني لمجلة الأسبوع العربي وطبعت في دار الجماهير.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر