شمس التبريزي.. مجذوب قال إنه "كلّم الله"
اسمه شمس الدين التبريزي محمد بن ملك داد التبريزي، هو ابن الإمام علاء الدين، من أهل تربيز ولد عام 582 هجريًا.
كان شمس أحد الدراويش مجذوبًا من مجاذيب العالم، ترك منزله وهو في سن صغير وبدأ رحلته نحو التصوف، حتى قيل عنه إنه لم ينم بمكان أكثر من ليلة واحدة، لكثرة تجواله وترحاله.
كان الشمس التبريزي يكسب النقود للطعام من تفسير الأحلام وقراءة الكفوف، ولكن لم يكن أحد يصدقه حول الرؤى، التي قال إنها تراوده وكانوا ينعتونه بـ”المجنون”، بعد أن قال إنه كلّم الله والملائكة في هذه الرؤى.
في عام 642 وصل شمس الدين إلي قونية، ولم يُذكر التاريخ الوقت بالتفصيل أو الطريقة التي التقى بها مولانا جلال الدين الرومي، إلا أنه منذ لقائهما قيدهما رباط الصداقة.
على امتداد ستة أشهر ظل الصوفيان متلازمان، إلى الحد الذي جعل كثيرين يتذمرون، لأن الرومي هجر دروسه وأصدقاءه والناس جميعا، وغاب تمامًا في صحبة شمس الدين.
وكشأن أي مؤسسة دينية، هناك الشيخ جلال الدين في الأعلى ومن بعده يأتي المريدون، لكن هؤلاء المريدون لم يقبلوا أن يكون شمس شيخ شيخهم كذلك، آراء شمس الدين ضد الفقه والإسلام التقليدي زادت من غضب المجتمع عليه، وخاصة بعد أن ألهى جلال الدين عن سيرته كفقيه، وجعله صوفيا غارقا في التصوف.
أحس شمس الدين بحنق القونيين عليه، فغادرها، وتحطم قلب جلال الدين من بعده، صار ينزوي ولا يتكلم إلا عن شمس. يقول فيه: إن شمس هو الذي أراني طريق الحقيقة، وهو الذي أدين له في إيماني ويقيني.
لم يتحمل شمس وقتها ما قالوه عنه أهل قونية فلقد وصفه البعض بساحر ، وهاجر من قونية إلى دمشق ، وظل مولانا جلال الدين الرومي فترة غير عالم بمحل إقامة التبريزي، وعندما علم أرسل إليه الكثير من الرسائل، وأصبح يلوم المريدين والأصحاب على ما قالوه عن شمس حتى ندموا على فعلتهم وأعتزروا له عن أساءتهم لشمس.
وبعد فترة طويل من البحث عن التبريزي سافر جلال الدين إلي دمشق وهناك ظلا يبحث كل منهما عن الآخر، وفي النهاية عادة مولانا جلال الدين يائسًا.
اختفى شمس بعد ذلك في ظروف غامضة، وقيل إنه قتل على يد تلاميذ جلال الدين بسبب غيرتهم من علاقة شمس مع الرومي، وقيل إنه هاجر إلى وطنه تبريز، وتوفي في مدينة خوي حيث دفن هناك.