رابع محاولة خلال 7 سنوات.. هل دُفنت نفرتيتي في هيئة رجل؟
على مدار سنوات طويلة، لاحقت العديد من النظريات المكان المحتمل لمومياء ومكان دفن الملكة نفرتيتي، التي اشتهرت بأنها واحدة من أجمل الملكات في تاريخ مصر القديمة، وكانت الزوجة القوية للفرعون أخناتون.
“لقد أتت المرأة الجميلة” هذا هو معنى اسم الملكة نفرتيتي، أو بمعنى أدق “الملكة نفرنفرو آتون”، صاحبة المقبرة المفقودة، التي عاشت بين عامي 1370 و1330 قبل الميلاد. ولعبت دورا سياسيًا ودينيًا مهمًا في مصر القديمة، خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
مومياوات مجهولة
لطالما كان مكان جثمان ومقبرة الملكة نفرتيتي لغزًا حير الجميع خاصة على مدار مائة عاما ماضية. كانت آخر محاولات فك اللغز التصريحات الأخيرة لعالم الآثار زاهي حواس، عن اقترابه من اكتشاف مومياء الملكة نفرتيتي. موضحا أن إعلان النتائج سيكون خلال أسابيع قليلة.
وفقا لموقع “إيكونوميك تايمز” بدأ حواس في التحقيق والبحث عن مقبرة الملكة نفرتيتي بالضفة الغربية بمدينة الأقصر في 9 ديسمبر 2021. لم يذكر الكثير من التفاصيل عن خطته للبحث أو الدراسات التي تم تنفيذها.
لكن أشار إلى أن فريق البحث يمتلك بالفعل الحمض النووي للمومياوات التي يعود تاريخها إلى الأسرة الثامنة عشرة، من أخناتون إلى أمنحتب الثاني أو الثالث، مع مومياوات مجهولة تحمل اسم KV21a و KV21b.
وإدعى أن إحدى المومياوات المجهولة قد تكون نفرتيتي. وبغض النظر عن هذه المومياء هناك مومياء أخرى لصبي في عمر العاشرة. وعلى حد وصفه إذا تم إثبات أن الصبي هو شقيق توت عنخ آمون وابن أخناتون عبر التحليل الجيني، فسيتم حل اللغز الذي يدور حول نفرتيتي.
انتقادات تنفي وجود المومياء
تأتي تصريحات حواس في إطار تحضيره لمعرض بعنوان “بنات النيل” يركز على النساء في مصر القديمة. وقال: “مازلت أبحث عن شيئين قبر نفرتيتي وجسدها. أعتقد حقًا أن نفرتيتي حكمت مصر لمدة ثلاث سنوات بعد وفاة أخناتون تحت اسم سمنخ كا رع”.
لكن لم يسلم هذا البحث من النقد. في عام 2021 قال خبير المصريات بسام الشماع لـ”باب مصر”، إنه يشكّ في ما إذا كان حواس “سيجد مومياء وقبر نفرتيتي الأصلي في الأقصر لأسباب دينية وسياسية. أبرزها العداء مع كهنة آمون رع. بعد أن دعا زوجها أخناتون إلى عبادة الإله آتون ودعمته”.
محاولات سابقة
هذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل بالإعلان عن اقتراب اكتشاف مكان مومياء ومقبرة الملكة نفرتيتي. إذ تعد محاولة حواس لاكتشاف مومياء نفرتيتي هي المحاولة الرابعة خلال سبع سنوات.
وسبق المحاولات الأربعة، نظرية أكثر إثارة للجدل. تم نشرها لأول مرة في عام 2003، إدعت أن مومياء الملكة نفرتيتي كانت واحدة من ثلاث مومياوات لم يتم الكشف عن أسمائهم. وجدت داخل قبر الفرعون أمنحتب الثاني. لكن نفت وزارة الثقافة المصرية هذه النظرية آنذاك.
غرفة مخفية
يعتبر بحث حواس عن نفرتيتي هو الرابع خلال سبع سنوات. وقبل سبع سنوات اقترح عالم الآثار البريطاني “نيكولاس ريفز” أن الملكة المصرية كانت مختبئة في غرفة مخفية في المقبرة الكبيرة للملك توت عنخ آمون، والتي تم اكتشافها في عام 1922.
في أغسطس عام 2015، فجر عالم الآثار البريطاني “نيكولاس رييفز” مفاجأة، وهي اقترابه من تحديد مكان دفن الملكة نفرتيتي بعد عام كامل من الدراسة. وقال حينها إنها من المحتمل أن تكون والدة توت عنخ آمون.
صنع نيكولاس الأستاذ بجامعة أريزونا نسخة طبق الأصل من حجرة دفن الملك توت، باستخدام عمليات المسح بالليزر، معلنا احتمالية وجود قبرا آخر خلف مقبرة توت عنخ آمون. بحسب ما أوضح للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية.
مسح الرادار
وقال عن الطريقة التي يمكن التأكد من خلالها من نظريته هي عبر مسح بالرادار لهذين الجدارين لاكتشاف إذا كان مخطئا أم لا.
وأوضح: “إذا كان هناك فراغ خلفهما. إذا كنت مخطئًا، فأنا مخطئ، ولكن إذا كنت على حق، فنحن الآن نواجه احتمالية غير عادية لاكتشاف قبر فرعوني مصري سليم. بل قبر المرأة التي يعرفها العالم وهي أكثر من مجرد وجه جميل”.
يوضح العالم البريطاني ريفز لـ”باب مصر” محاولاته قائلا: “اعتقدت أن قبرها قد يكون حجرة سرية مرتبطة بمقبرة ابنها بوادي الملوك بالأقصر في جنوب مصر”. متابعا في تصريحاته عبر البريد الإلكتروني: “أعتبر أن اكتشاف رفاتها سيعد إنجازا علميا مهما”.
الملكة نفرتيتي
على مدار فترة طويلة من التاريخ، عُرفت نفرتيتي، بأنها الزوجة الملكية العظيمة لأخناتون. لكن بعض علماء المصريات يعتقدون أنها حكمت مصر معه قبل وفاته.
ويعتقد آخرون أن نفرتيتي ربما تكون قد حكمت – لكن بينما كانت تتنكر في زي رجل، لكن بحسب الورقة العلمية لـ”ريفز” فإنه إذا تم اكتشاف أنها دُفنت كفرعون أو في هيئة رجل. فإن هذا سيعد الاكتشاف الأكبر، على حد وصفه.
لكن بالعودة إلى البحث عبر طريق الحمض النووي. قال جون دارنيل، أستاذ علم المصريات بجامعة ييل الأمريكية: “إن هناك مومياء في المتحف المصري بالقاهرة لديها دليل قوي على الحمض النووي لكونها والدة توت عنخ آمون”.
وبحسب تصريحاته التي نُشرت قبل 7 أعوام في الصحف البريطانية، قدم اختبار الحمض النووي أيضًا أدلة قوية تشير إلى أن والد توت من المحتمل أن يكون الفرعون أخناتون. أول فرعون حاول تحويل مصر إلى التوحيد، جلب الاختبار أيضًا اكتشافًا جديدً، أن والدة توت كانت أخت أخناتون.