يوسف إدريس عن بهاء طاهر: «وكأنه كلما لمس شيئا تحول إلى ذهب»

فى مارس 1964 نشر بهاء طاهر في مجلة الكاتب أولى قصصه القصيرة، كان عنوانها “المظاهرة”. وقد احتفى يوسف إدريس بالقصة.. وكتب يبشر بالكاتب الشاب الجديد “الذي لا يستعير أصابع غيره”. هنا مقدمة إدريس التى كان بهاء يعتز بها كثيرا، ويعتبرها رغم قصرها أول مقال نقدي عن عوالمه:

«هذه قصة جديدة لقصاص جديد، وإذا كان الناس يعرفون بهاء طاهر مخرجا دقيقا ممتازا فى البرنامج الثاني للإذاعة ومسرحياته، فبهاء طاهر هنا إنسان مختلف، استطاع أن يدلف إلى قصر القصة المسحور، وأن يعثر فى سراديبه المظلمة على الخيط الأساسى لصناعة القصة، وهي مسألة مهمة وخطيرة، فالإنسان لا يعثر على نفسه أو على الخيط الأساسي لقصته هكذا بسهولة ومن أول ضربة أو قصة. إن ما أعجبنى في هذا العمل أنه بهائي طاهري إلى درجة كبيرة.

وإذا استطاع الإنسان أن يكون نفسه الحقيقية تماما في أي عمل يزاوله، فإنه بهذه الاستطاعة يكون قد وصل إلى مرتبة الفن، وأصبح كل ما يلمسه ويكتبه ــ كالأسطورة الإغريقية المشهورة ــ ذهبا فنيا، وإنى هنا أقدم هذه القصة لقراء الكاتب فإنما أقدمها في الحقيقة أولا لكتاب القصة إذ قد أخذت أسرة التحرير على عاتقها ألا تنشر القصة لشهرة كاتبها أو لأسمه أو لتاريخه وإنما فقط لكونها نموذجا جديدا نقدمه، نموذجا قد يكون صاحبه كاتبا مشهورا أو قد يكون أولى خطواته على السلم ونحن نفعل ذلك أولا لمصلحة فن القصة، فهو، وكل فن لا يزدهر إلا بالتجارب الخصبة الجديدة، بالتربة الجديدة، والزهرة الجديدة والمعول الجديد».

أقرا أيضا:

هالة جلال تكتب: رحلة بهاء طاهر

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر