كيف يرى الأثريون اليوم العالمي للتراث؟

اختار “ICOMOS” المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية، برعاية اليونسكو ومنظمة التراث العالمي، يوم 18 إبريل من كل عام، للاحتفال باليوم العالمي للتراث.. “باب مصر” يفتح على كيفية احتفال الأثريين المعنيين بالتراث والآثار ويشاركهم أمانيهم وتوصياتهم.

لماذا نحتفل؟

توضح الدكتورة غدير دردير عفيفي، أستاذ الآثار العمارة الإسلامية المساعد بكلية الآثار جامعة الفيوم، أن يوم 18 إبريل هو مناسبة عالمية للاحتفال بيوم حماية التراث الإنساني العالمي حسب بنود الاتفاقية الخاصة بالمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في باريس عام 1972.

ومن هذا المنطلق تم  تصنيف التراث الإنساني بموجب هذه الاتفاقية إلى فئتين: تراث ثقافي ويشمل الآثار والمنشآت المعمارية والمرافق العمرانية والمواقع الحضرية ذات القيمة الاستثنائية، أما الفئة الثانية فتضم التراث الطبيعي ويتضمن المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية.

الدكتورة غدير دريدي - غدير درديري
الدكتورة غدير دريدي – غدير درديري

وتوضح عفيفي، أن العبث والتدمير الذي لحق ببعض المواقع الأثرية، وذلك في ظل غيبة تشريعات ونظم وسياسات خاصة بالتراث البشري تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، إضافة لقصور سياسات وأنماط التخطيط العمراني، ونظم البناء والهدم والإزالة التي كانت غالباً ما تتجاهل التراث العمراني.

فضلاً عن أن بعض هذه الأنماط تشكل تهديداً لهذا التراث، إضافة إلي قصور التخطيط والآليات وبرامج التنفيذ الخاصة بإعادة إحياء التراث العمراني لدى الجهات المنوطة بالحفاظ على هذا التراث.

ولذلك فإن الاحتفال بهذا اليوم يهدف إلي العمل على توافر المعلومات الخاصة بمواقع وأبعاد وتفاصيل المناطق والمباني التراثية والأثرية، لاسيما المعلومات التاريخية عن هذه المناطق، ولهذا نحتفل اليوم في محاولة لإحياء الذكرى وتذكير الشعوب بمفاهيم حماية التراث الإنساني وأهمية الحفاظ عليه.

الضمير العالمي

يخاطب الدكتور ناجح عمر، أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بقسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة الفيوم، الضمير العالمي بالصحوة واليقظة نحو الحفاظ علي التراث العالمي فهو ملك البشرية، وضرورة التصدي بكل حزم لكل يريد طمس هوية أي حضارة إنسانية، وتراثها وآثارها التي هي بمثابة علوم ينهل منها الجميع ليعرف منها تاريخه الذي يصنع من خلاله حاضره ويبني مستقبله.

ويتابع: بصفتي أيضًا عضو في هيئة التدريس بكلية الآثار بجامعة الفيوم، أوجه نداء للمجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية ” “ICOMOSالتابع لمنظمة اليونسكو بضم منطقتي، جبل قطراني وودان الفرس بمحافظة الفيوم، كمناطق للتراث العالمي، وذلك لأهمية المنطقة حيث إن فيها الجذور الأولى لعلوم الثديات في العالم، حيث تم العثور بها على أقدم عظام آدمية بقارة إفريقيا.

كما أوجه نداء آخر للحفاظ على المواقع الأثرية بمنطقة الشرق الأدنى القديم، والتي تمثل العالم العربي حاليًا، حيث الدمار والحروب والنزاعات التي تعاني من ويلاتها المنطقة، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع الغمة والوباء والبلاء عن بلادنا.

الدكتور ناجح عمر- ناجح عمر
الدكتور ناجح عمر- ناجح عمر

توحيد صفوف

يقول الدكتور أيمن وزيري، أستاذ الآثار والحضارة المصرية ورئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار بجامعة الفيوم ونائب رئيس اتحاد الأثريين المصريين، إن يوم الثامن عشر من إبريل يُعد بمثابة إشعار للاحتفال بيوم توحدت فيه صفوف المعنيين بالتراث بصفة عامة والآثار بصفة خاصة، وهو بمثابة يوم عالمي لحماية التراث الإنساني بصفة عامة.

وليس بخفي على الجميع أن  توحيد الصفوف واجتماع كلمة المعنيين بالتراث العالمي بصفة عامة والأثريين بصفة خاصة تُعتبر بمثابة حماية للآثار والأثريين وللوطن بصفة عامة، لأن أشدّ الأخطار على الأمة وتراثها وعلى استِقرار المجتمع الأثري هو الذي يكمن في اختلاف الكلمة وتنافُر القلوب وتنازُع الآراء.

الدكتور أيمن وزيري - أيمن وزيري
الدكتور أيمن وزيري – أيمن وزيري

تحذير

يرى سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، أنه جميل احتفاء العالم بتراثه في هذا اليوم من أجل المحافظة على ما خلفته الحضارات القديمة من آثار بمختلف أنواعها، لكن للأسف بعض الدول التي تحتفي بهذا اليوم أظهرت أنها لا تهتم بالحفاظ على الآثار والتاريخ الإنساني، ويكفي ما حدث لمتاحف وآثار العراق أيام الغزو الأمريكي وما يحدث الآن في سوريا واليمن.

وفى مصر يجب علينا كشعب أن نهتم بآثارنا لأن الدولة تبذل قصارى جهدها من أجل ذلك، وفي السنوات الأخيرة حدث نقلة نوعية في هذا الجانب، حيث قامت وزارة السياحة والآثار بالعديد من عمليات الترميم وكم هائل من الكشوف الأثرية، فضلاً عن قيامها بإنشاء العديد من المتاحف الجديدة والتي سيكون أضخمها المتحف المصري الكبير والذي سيتم افتتاحه خلال العام القادم.

وأحذر جموع المصريين من “النصابين” الذين يوهمون البعض بوجود آثار في منازلهم وأراضيهم الزراعية، ويستنزفون أموالهم في الحفر والتنقيب وتكون العاقبة إما الموت تحت ركام الحفر أو دخول السجن كعقوبة على تلك الجريمة.

سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم- سيد الشورة
سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم- سيد الشورة

ويكفي أن أشير إلى أنه في السنوات الثلاث الأخيرة راح ضحية الحفر عن الآثار 31 مواطنا من أبناء الفيوم، كان آخرهم 2 خلال هذا الأسبوع في عزبة حمزة بقرية الروبيات بمركز طاميه، كما شهد هذا الأسبوع أيضا قيام منطقة آثار الفيوم بإجراء 10 معاينات لعمليات حفر في المنازل خلال ثلاثة أيام متتالية في مراكز طاميه والشواشنة ويوسف الصديق.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر