حوار| الفنان التشكيلي محمد عبلة.. صاحب أول متحف للكاريكاتير في الشرق الأوسط

كتب: إيمان عبداللطيف

“أعطيت حياتي كلها للفن، والفن أعطاني كل حياتي”.. بهذه الكلمات بدأ الفنان التشكيلي محمد عبلة صاحب أول متحف للكاريكاتير في الشرق الأوسط حديثه.

التحق الفنان التشكيلي محمد عبلة بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، وتخرج عام 1977، ثم سافر لدولة سويسرا، ثم استكمل دراسته الفنية في النمسا 1982، وعاد إلي مصر عام 1985، ثم أسس مركز الفيوم للفنون في 2006، ثم أنشأ أول متحف كاريكاتير بالشرق الأوسط بقرية تونس في 2009.
إلى نص الحوار:

متى تم إنشاء متحف الكاريكاتير بتونس.. وماذا يضم؟

متحف الكاريكاتير يتم 10 سنوات منذ إنشائه في يناير 2019 المقبل. وهو عبارة عن مجموعة لتوثيق تاريخ الكاريكاتير المصري منذ بداياته حتى الآن، يضم المتحف أجيال من رسامي الكاريكاتير، وعدد من المجلات والجرائد التي كانت تتناول فن الكاريكاتير منذ العشرينيات حتى الآن، كما يضم كتيبات عن الفنانيين ونقدم خدمة ثقافية إعلامية للجميع.
والمتحف أيضًا عبارة عن مكان دراسي لحملة الماجستير والدكتوراة وطلاب كليات الإعلام للبحث في تاريخ الكاريكاتير، والبحث أيضًا عن بعض شخصيات رسامين الكاريكاتير. وأنا أقدم لهم كامل المعلومات والمتحف يتيح لهم فرص التصوير والتسجيل.

ماذا عن بداية اكتشاف فنك ؟

الفن التشكيلي رغبة في الرسم، وأنا اكتشفت موهبتي من خلال المدرسة الابتدائية. وكان المعلمون لهم دور رئيسي في اكتشاف وتنمية موهبتي الفنية. وبدأوا بالفعل في تنميتها، ومنذ الصغر كنت أدرك جيدًا أني التحق بالفنون الجميلة، حتي درستها بالفعل في الأسكندرية وسويسرا والنمسا.

ما الجديد لديكم في مهرجان تونس 2018؟

في هذا الموسم نفذنا معرض مخصوص لعرض فن البورتريه الساخر الكاريكاتيري، ومع المهرجان نفذنا رسومات كاريكاتير بالسلك من أعمال الفنان جلال جمعة، والفنان ماهر دانيال.

هل يوجد خطة أخرى لمتحف الكاريكاتير؟

التركيز على فن البورتريه وعمل معرض خاص بهذا الفن فقط، وفي يناير المقبل سنجهز لحفل مرور 10 سنوات على إنشاء متحف الكاريكاتير.

هل يوجد اختلاف في مواسم مهرجان تونس؟

تزيد كل موسم الأنشطة ولكن ليس لها أي علاقة بقرية تونس، رغم أنها أنشطة جميلة، لكن بقدر الإمكان لابد أن نحاول أن تكون الأنشطة مرتبطة بالقرية، لأن تونس تشتهر بالخزف ومركز الفيوم للفنون وهما من أساسيات القرية، فلابد من التركيز عليهما في المواسم المقبلة، حتى لا نكون متشابهين مع مهرجانات أخرى.

توافد الأجانب علي متحف الكاريكاتير يقل أم يزيد عبر السنوات؟

الأجانب لديهم فكرة عن متحف الكاريكاتير بشكل تفصيلي أكثر عن المصريين، لأنه مسجل عندهم ومتواجد على خريطة المتاحف العالمية، وزيارات الأجانب للمتحف أكثر في الأيام العادية عن أيام مهرجان تونس.
لمشاهدة الفيديو كاملًا من هنا:

رأيك في انطلاق الملتقى الأول للرسم والنحت بتونس هذا العام؟

من وجهه نظري، ملتقى على دار 3 أيام فقط، أرى أنه لن يكفي على الإطلاق، ولابد أن يأخذ وقت كفاية على مدار 10 أيام مثلًا.

كيف ترى الفن التشكيلي في الوقت الحالي؟

الفن التشكيلي في حالة انتعاش، ومتاح فرص عديدة لعرض أعمال الشباب الفنانيين من خلال المعارض الفنية.

هل مهرجان تونس للخزف والفخار يظهر دور الفنانيين التشكيليين أم مقتصر على الخزافيين؟

الأهم التركيز علي الخزافيين لأنه مهرجانهم في الأساس، والخزف سمة قرية تونس، وأتمنى أن يكون التركيز علي كيفية تطوير الخزف وتعريف المواطنين به.

ماذا عن بورتريهات الفيوم؟

بورتريهات الفيوم مشهورة لأن معظمها توجد في الفيوم، وهي اتجاه في الفن موجود في الفيوم فقط.
والبورتريهات عبارة عن الرسم بالشمع على ألواح خشبية وكانت توضع على توابيت “الموتي”، في العصر المسيحي الأول والروماني.
ولم يتوصل الباحثون إلى السبب الرئيسي لظهور البورتريهات في الفيوم فقط وليس في مصر عمومًا حتى الآن. ولكنه شىء مميز، لأنها تعتبر بالفعل بدايات، والتأثير الأكبر للفن الحديث. فالتعبيرات التأثيرية كلها مستخرجة من بورتريهات الفيوم.

بورتريهات الفيوم تمثل وجوه للمتوفيين، حيث كان المتوفي منهم، وهو على قيد الحياه يحضر رسام يرسمه، بعد وفاته يوضع البورتريه على التابوت الخاص بالمتوفي.

والفيوم لها قيمة كبيرة في تاريخ الفن، وبورتريهات الفيوم من القرن الأول، فهي جميلة جدًا تضم أطفال وشيوخ وشباب فهي مميزة، ومنذ 5 سنوات نفذنا ورشة في متحف الكاريكاتير لعمل نسخ من بورتريهات الفيوم، بنفس “التكنيك القديم”، وتم عرضهم في متحف تونس، وأيضًا في القاهرة، وفي يناير المقبل سنعرضهم مرة أخرى في متحف كاريكاتير تونس.

ماذا عن خطتك في الفترة المقبلة ؟

في الخطة المقبلة سأنفذ متحف آخر له علاقة بفنون الفيوم في المستقبل القريب، لأن مصر تحتاج إلى متاحف. ولأننا اكتشفنا أن لها تراث وتاريخ كبير جدًا من مصر يضيع. فلابد من المحافظة عليه من خلال فكرة إنشاء المتاحف، لأن المتاحف والمكتبات هما الوحيدين القادرين على المحافظة على أي تاريخ وتراث في مصر.

ماذا ينقص مهرجان تونس بعد مرور 8 سنوات على تأسيسة؟

من وجهه نظري لابد من توثيق تاريخ قرية تونس بشكل جيد، على أساس أنها تكون خبرة لقرى أخرى في مصر. وأن كل القري تبدأ تبحث عن طبيعتها حتى تصبح مثل تونس، لأن في مصر يوجد قرى كثيرة مثل تونس.

هل محافظة الفيوم تضم قرى أخرىمن الممكن أن تصبح مثل تونس؟

يوجد قري أخرى من الممكن أن تصبح مثل تونس، ولكن في صناعات أخرى. وضمنها القري القائمة على صناعة النخل في الفيوم، من الممكن تطويرها بعد اختيارها كقرية تضم نخل وصناع للجريد.

هل تونس الفيوم تحتاج شيئًا آخر سياحيًا؟

تونس تحتاج إلي سياحة طوال العام، وليس  التركيز في موسم المهرجان فقط. وتحتاج إلي عمل كتيبات عنها وتوضع علي الخريطة السياحية وفي مجلة قائمة مصر للطيران.

في الختام.. ما رسالتك لجمهورك؟

أود أن أقول للجمهور أن الفن شئ جميل، أتمني أن أكون دائمًا أمين علي تقديم فن جديد وجميل وينال إعجاب الجمهور.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر