10 سنوات من التصريحات.. مسرح المنصورة القومي يصارع للبقاء

في 23 ديسمبر 2013، تعرض مبنى مسرح المنصورة القومي للضرر الجسيم، إثر استهداف هجوم إرهابي مبنى مديرية أمن الدقهلية، التي تفصلها عدة أمتار عن المسرح. ومنذ ذلك التاريخ، وحتى الآن لم يتم الانتهاء من ترميم المبنى أو إعادة بناؤه رغم مطالبات وتدخلات من المهتمين بالشأن الثقافي بضرورة إصلاح وعودة المسرح للعمل.

إنقاذ المبنى من الهدم

المهندس مهند فودة، مدرس الهندسة المعمارية بجامعة المنصورة ومؤسسة حملة «انقذوا ‏المنصورة» تحدث عن الأمر لـ«باب مصر».. قائلا: «بعد الاعتداء الإرهابي الذي وقع عام 2013. صدر قرار رقم 101 لسنة 2013 عن رئيس ‏حي غرب المنصورة بإزالة المبنى ‏باعتباره متداعيا ويشكل خطورة. ولكن وزير الثقافة وقتها الدكتور محمد صابر عرب. أمر بتشكيل لجنة من جامعة المنصورة لدراسة حالة المسرح، وكتابة تقرير فني بحالته. وبعدها تم إسناد الأمر لشركة المقاولون العرب».

وتابع: في إبريل عام 2014، تم قبول منحة مقدمة من السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، بمبلغ 3 ملايين ريال عماني، من أجل ترميم مبنى المسرح. وبالفعل تم تحويل المبلغ على حساب صندوق التنمية الثقافية. ولكن عملية الترميم لم تستمر ‏على الوتيرة ‏المرجوة، وشهدت توقفات. ما أدى لمطالبة المقاولون العرب بقيمة أعمدة الصب ‏والسقالات طوال فترة صب ‏المبنى.‏

مسرح المنصورة ودار الأوبرا

يضيف فودة: في 26 مايو 2021، زار الدكتور مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا المصرية حينها، بصحبة الكاتبة ضحى عاصي، عضو مجلس النواب، ‏مقر المسرح. وأكد وقتها استكمال أعمال ترميم المبنى، والاتفاق مع استشاري والشركة ‏المسؤولة عن الأعمال التي ستتم، وقدما وعدا بالانتهاء منها خلال عامين ليكون المبنى جاهزا للعمل‎.

وأرجع رئيس الأوبرا، أسباب توقف الترميم إلى بعض المشاكل الهندسية للحفاظ على المبنى ‏الأصلي وسط مخاوف من سقوطه. وتم طرح مقترحات هندسية جديدة حفاظا عليه. والأوبرا ‏اشترطت على الشركة القائمة بالترميم الحفاظ على الهوية التراثية والأثرية التي يتمتع بها المبنى ‏مع إضفاء طابع حديث عليها.‏

وعود بافتتاحه في نوفمبر

استطرد فودة حديثه: في 22 يونيو الماضي – عقب مرور عامين على التصريحات السابقة- أعلن بيان ‏صادر عن محافظة الدقهلية، أنه من المقرر انتهاء ‏أعمال الترميم والتدعيم للأعمال الإنشائية ‏بالمسرح القومي بالمنصورة، في نوفمبر المقبل. من ‏خلال دار الأوبرا المصرية بوزارة الثقافة ‏التابع لها مسرح المنصورة القومي. وأضاف -البيان – أنه يجرى إعداد ‏خطة متكاملة لأعمال التشطيبات بالمسرح ‏فور انتهاء أعمال الترميم.‏

وأشارت منى الساعي، مدير عام متابعة المشروعات، إلى أن الأعمال التي تمت حاليا بالمسرح ‏هي ‏إعادة التصميم الداخلي، وأخذ الدور الأرضي بكامل الارتفاع. فضلا عن صب الجزء الأمامي من ال‏دور ‏الثاني العلوي وهو دور إداري. ومن المقرر استكمال صب باقي الدور، وتمت معالجة شروخ ‏المبنى ‏بالكامل وإزالة بعض الأسقف وإعادة صبها. وإزالة درج السلم الخلفي بالكامل، وجار ‏استكمال ‏صبه.‏

تاريخ المسرح القومي

يرجع تاريخ إنشاء مسرح المنصورة القومي إلى أكثر من 100 عام. فهو مبنى على الطراز الإيطالي، وكان من ملحقات ‏قصر أمينة هانم إلهامي، زوجة الخديوي توفيق، وابنة إبراهيم إلهامي باشا بن عباس حلمي الأول.

وبني المسرح عام 1870. ثم ‏أعاد المهندس الإيطالي أ.ماريللى عام 1902م بنائه ليحتوي على ديوان مجلس بلدية مدينة المنصورة وحجرات وصالة ‏لإقامة أعضاء المجلس البلدي. بالإضافة إلى تياترو يتسع لـ650 مقعدا. وبه كازينو المجلس البلدي وصالة بلياردو ‏وكان يتوسط القوس الكبير للمسرح تاج ملكي مذهب ويتدلى منه ساعة كبيرة.

وفي الأربعينيات تم تخصيص صالة ‏المسرح لوابورات المطافئ حتى عام 1964 عندما تم إعادة افتتاح مسرح المنصورة القومي في عيد الدقهلية القومي ‏‏7 مايو 1964. وكانت ستائر المسرح في الافتتاح من القطيفة ذات اللون الأحمر المشغولة بخيوط الذهب.‏

شهد العصر الذهبي للمسرح عرض أعمال فنية معروفة لرموز المسرح المصري. مثل الشيخ ‏سلامة حجازى، وعلي الكسار وجورج أبيض، ويوسف وهبي. وأحيت فيه كوكب الشرق أم كلثوم ‏حفلات في الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات.

‏ورغم السنوات وتعاقب الوزراء والمحافظين والمسؤولين ونقل تبعية المبنى لدار الأوبرا ‏المصرية، إلا أنه وبعد مرور 10 سنوات ما زال المبنى يصارع للبقاء متمسكا بالباقي من تاريخه ‏آملا أن يرى مستقبلا يعاد فيه فتح أبوابه للفن والفنانين والحركة الثقافية في المنصورة.‏

اقرأ أيضا:

«الرحلة والخطايا السبع».. مشروعات تخرج فنون جميلة جامعة المنصورة

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر