“ونتر بالاس” بالأقصر.. تاريخ يتحدث عن نفسه قبل ١١٦ عاما (حلقة1)

تصوير: أحمد دريم
* انتظروا الحلقة 2 عن أهم الأحداث التي شهدها الفندق

بينما تتهادى خطاك على كورنيش نيل الأقصر، تحديدًا خلف معبد الأقصر في اتجاه العوامية، ينتصب مبنى تكسوه الفخامة، يشد شموخه انتباه المارة، إذ لا تكاد تطأ قدماك هذا المبنى، حتى تشعر تلقائيًا بالعزة والإجلال الملكي كأنك في مشهد سينمائي من مطلع القرن الماضي، لتكتشف أنك في حضرة التاريخ شخصيا وذلك من أمام “ونتر بالاس”.

الطراز الفيكتوري لفندق ونتر بالاس

هنا قصر الشتاء “ونتر بالاس” الذي يعود إنشاؤه إلى عام 1866 أي بلغ عمره 116 عامًا، حيث صممه المهندس الإنجليزي جي كروزو، بإشراف الشركة العالمية توماس كوك، على الطراز الفيكتوري الذي يعكس الرقي والثراء، والذوق الكلاسيكي الفخم، فالتحف النادرة والموبيليا العتيقة التي تزين القصر من الداخل وحتى ألوان محتوياته تتسم بالكلاسيكية، كل شيء بالداخل له صفة تاريخية ويمتلك ثراءًا عميق التفاصيل.

الفندق بشهد أكبر حدث عالمي في القرن العشرين

1903 كان عام افتتاح الفندق، لكن بعد ثمانية عشر عامًا ذاع صيت الفندق على الساحة العالمية، ففي العقد الثاني من القرن العشرين وتحديدا عام 1922  نزل المستكشف الإنجليزي هوارد كارتر بقصر الشتاء، وقت الإعلان عن اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير “توت عنخ آمون” فعج الفندق بالنبلاء والصحفيين العالميين الذين أتوا من معظم أوروبا لتغطية الحدث الذي جذب انتباه العالم أجمع نحو الأقصر آنذاك.

إلى جانب أن الفندق شهد أول أحداث اكتشافات مقبرة توت عنخ آمون، فقد شهد زيارة رموز عالمية وزعماء كان لهم تأثيرهم آنذاك، ومنهم كما يقول المؤرخ عبد الجواد عبد الفتاح؛ زيارة السياسي وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، والكاتبة الإنجليزية الشهيرة أجاثا كريستي، التي كتبت قصة “الموت على ضفاف النيل”، وبيعت رواياتها أكثر من مليار نسخة، كما ترجمت إلى 103 لغات،  وأقامت فيه الامبراطورة أوجيني أمبراطورة فرنسا عند زيارتها لمصر اثناء احتفالات افتتاح قناة السويس، الملك محمد الخامس والزعيم الأفريقي لومومبا ورؤساء الجمهورية المصرية بدءًا من عبد الناصر وحتى مبارك.

الموقع المتميز لمشتى العائلة الحاكمة

في بداية إنشائه، تم تصميمه ليكون مشتى للعائلة الحاكمة في مصر.. فكان أول من نزل به الملك فؤاد، ثم ابنه الملك فاروق من بعده.. والذي كان له جناحًا خاصًا داخل الفندق ويطلق عليه “رويال سويت”.

لم يكن شكل الفندق فقط هو مايميزه.. بل إن موقعه المتميز يُضفي إليه فوق الجمال جمالًا.. فلم يبعد قصر الشتاء عن معبد الأقصر سوى أمتار.. وحوالي 3 كيلو مترات عن معبد الكرنك، كما تستطيع رؤيته من البر الغربي.. وكذا في عرض النهر، فموقعه مواجه للنيل مباشرة.

الشجر العتيق

يضم فندق الونتر بالاس في حديقته خلف المبنى أشجارًا تخطت أعمارها الثمانين عامًا. وأخرى قاربت أعمارها على النصف قرن. فهناك تمر حنة يعود تاريخه إلى عام 1978، ونوع آخر يعود إلى عام 1938، والياسمين الهندي الذي يرجع تارخه لعام 1993.

كيف حافظ الفندق على التاريخ؟

لم يكن قصر الشتاء أو “الونتر بالاس” مجرد عقارًا يٌبهر المارة والزوار بإنشاءاته ومايحويه من طراز فخم وأنيق.. بل أرشيفًا تاريخيًا وشاهد حي على أحداث جمة، ليحفظ بين جنباته ذاكرة التاريخ.

إلى جانب أن الفندق شهد أول أحداث اكتشافات مقبرة توت عنخ آمون.. فقد شهد زيارة رموز عالمية وزعماء كان لهم تأثيرهم آنذاك.. ومنهم كما يقول المؤرخ عبد الجواد عبد الفتاح؛ زيارة السياسي وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا.. والكاتبة الإنجليزية الشهيرة أجاثا كريستي، التي كتبت قصة “الموت على ضفاف النيل”.. وبيعت رواياتها أكثر من مليار نسخة، كما ترجمت إلى 103 لغات.

كما أقامت فيه الامبراطورة أوجيني أمبراطورة فرنسا عند زيارتها لمصر اثناء احتفالات افتتاح قناة السويس.. وأيضا الملك محمد الخامس والزعيم الأفريقي لومومبا ورؤساء الجمهورية المصرية بدءًا من عبد الناصر وحتى مبارك.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر