«الست» في 2025: ماذا لو كانت أم كلثوم بيننا اليوم؟

«ماذا لو كانت أم كلثوم ما زالت بيننا اليوم؟ كيف ستبدو حفلاتها في ظل التقدم التكنولوجي السريع؟ هل ستكون حاضرة في عالمنا الرقمي، تغني عبر الإنترنت وتؤدي عروضها على منصات مثل “الميتافيرس”؟».
هذا السؤال يطرح نفسه تزامنا مع الاحتفال بمرور 50 عامًا على رحيل كوكب الشرق. ورغم مرور الزمن، لا يزال صوتها يملأ الأفق، وتستمر المسارح في إحياء ذكراها، ليس فقط من خلال التسجيلات القديمة عالية الجودة، بل عبر تنظيم حفلات على مسرح العرائس وأيضًا باستخدام تقنية “الهولوجرام” التي تمنح الجمهور تجربة فريدة لرؤيتها وكأنها لا تزال بيننا.
تخيلات حول أم كلثوم في العصر الحديث
كثيرًا ما تراود تساؤلات الكاتبة هند جعفر حول كيف كانت ستتصرف “الست” لو كانت على قيد الحياة اليوم. تقول هند: “هل كانت أم كلثوم لتغني للأخصام بدلا من العزول؟”. وتضيف بتفكير خيالي: “أحيانًا أتخيلها على مسرح في العلمين، ترتدي بنطال جينز قديم لمواكبة الموضة، مع بلوزة بيضاء قصيرة، وشعرها الكيرلي بلون جديد مختلف عن تلك الحفلة الأخيرة التي أحييتها في كايرو جيت”.
وتتابع حديثها لـ«باب مصر»: “أتخيلها أيضا تمسك بميكروفون وتغني أحد أغاني ألبومها الجديد الذي تعاملت فيه مع الملحن نادر حمدي، والكاتب أمير طعيمة، والموزع عادل حقي، يقف أمامها آلاف الشباب الذين زحفوا إليها من كل حدب وصوب. بعض هؤلاء جاء من البلدان العربية لحضور حفلها المنتظر”.
تصف هند مسيرة أم كلثوم بـ”الذكاء”، وتقول: “إذا كان عليّ أن أختار كلمة واحدة لوصف مسيرة أم كلثوم، ستكون “الذكاء”. لا شك أن أم كلثوم، التي غيّرت أسلوبها الفني في مراحل متعددة، كانت دائمًا تواكب كل جديد دون التفريط في جوهرها”.
أم كلثوم ومواكبة العصر
وتستشهد بذكاء أم كلثوم في مسيرتها الحافلة وأنها مواكبة للعصر، “أقول لنفسي إن أم كلثوم التي استبدلت العقال والعمامة بالفساتين الأنيقة، تلك التي تخلت عن بطانة المعممين من أجل الغناء أمام تخت شرقي مميز، وبعدها تعاملت مع عبد الوهاب وبليغ بمفردات وآلات موسيقية أخرى أكثر تطورًا”. وترى أنه إذا كانت أم كلثوم بيننا اليوم، فمن المؤكد أنها ستغني بطريقة تتماشى مع العصر، وأنها لن تجد صعوبة في التحول إلى الغناء بمفردات الجيل الحالي، ومن المؤكد أنها ستغني للعزول، ولكنها قد تستبدله بالأخصام، على حد وصفها.
وتستمر هند في خيالها، معتبرة أن أم كلثوم ستكون قد أنشأت إذاعة FM خاصة بها، تصل إلى جمهورها عبر هواتفهم المحمولة، وتضع صورًا حديثة لها على السوشيال ميديا. أما عن طريقة غنائها لمصر، فهي حتمًا ستكون بنفس الأسلوب الذي يعكس روح العصر.
ربما كلمة “الست” قد تصبح ثقيلة بعض الشيء على آذان الشباب الحالي، وتتحول إلى لقب “الديفا” أو “الأسطورة”. من يدري؟ لكن المؤكد هو أن أم كلثوم كانت ستظل ظاهرة فنية في عصرنا كما كانت في عصرها الذهبي. سوف تغني أيضًا لمصر ولكن على طريقة هذه الأيام.
تخيلات تكنولوجية لعودة الأسطورة
قدمنا معلومات عن مسيرة أم كلثوم الشخصية والمهنية للذكاء الاصطناعي، في محاولة لتخيل وجودها بيننا، وكانت إجابته: “من خلال فهمي لشخصية أم كلثوم ومسيرتها الفنية، أعتقد أنها كانت ستظل تحتفظ بروحها الفنية المميزة مهما تطورت الظروف. أم كلثوم لم تكن فقط فنانة، بل كانت رمزًا للثقافة والفن العربي الأصيل. إذا كانت بيننا اليوم، كان من المحتمل أن تتطور في جوانب معينة، ولكنها لن تتخلى عن الأسس التي بنيت عليها مكانتها”.
تم تحليل الإجابة التخيلية عن وجود أم كلثوم في القرن الحادي والعشرين، إلى ثلاثة أقسام، الأغاني، الحفلات والتكنولوجيا.
أشارت الإجابة المستندة إلى تحليل بياناتها إلى أن أغاني أم كلثوم كانت ستظل تلتزم بالكلمات العميقة والألحان المميزة التي كانت جزءًا من هويتها الفنية، لكن مع إدخال تأثيرات موسيقية معاصرة أو حتى تعاونات مع فنانين عالميين.

رحلة الست في عالم العصر الرقمي
واستكمل: “ربما سنراها تدمج بين الأسلوب الكلاسيكي مع أنواع موسيقية مثل الجاز أو حتى الموسيقى الإلكترونية، ولكن مع الحفاظ على الأصالة”.
أما الحفلات: “كانت أم كلثوم تحظى بحفلات ضخمة، وكان الجمهور يتجمع لساعات للاستماع إلى أغانيها. اليوم، كان يمكنها أن تقدم حفلات تجمع بين التقليد والحداثة. ربما كانت تستخدم تقنيات مثل الهولوغرام لتقديم حفلات في أماكن متعددة في وقت واحد، أو حتى حفلات بث مباشر عبر الإنترنت لتصل إلى جمهور أوسع. ومع تطور تقنيات الصوت والإضاءة، من المحتمل أن تكون حفلاتها أكثر إثارة وتأثيرًا”.
وعن توقعات استخدامها للتكنولوجيا، فجاءت الإجابة بأنها كانت منفتحة على التكنولوجيا في عصرها وعرفت قوة الإذاعة والتسجيلات الصوتية. وبالتالي كان بإمكانها أن تستغل منصات التواصل الاجتماعي لتكون أقرب لجمهورها وتواكب موجات الابتكار مثل الفيديوهات الحية.
اقرأ أيضا:
شهادة أصدقاء الطفولة: «أم كلثوم» في سنوات التكوين
أم كلثوم العربية ضد عبد الوهاب المصري على الشاشة