من مصر إلى العالم.. حكاية شجرة الحياة “الكريسماس”

“إيزيس” و”أوزوريس” أسطورتها، وهي فرعونية الأصل، تعبر عن السلام والخير والنماء، ألوانها المبهجة ترمز لعدة عقائد مسيحية، بشكلها المخروطي “الهرمي”، إنها شجرة الحياة «الكريسماس».

شجرة الكريسماس أو شجرة الحياة كما أطلق عليها الفراعنة، يحتفي بها الجميع مع بداية كل عام ميلادي جديد، ويلتقطون معها وجانبها الصور التذكارية التي تدل على بداية أعياد الكريسماس.

وبحسب ما ذكر في كتاب لغز الحضارة الفرعونية من تأليف الدكتور سيد كريم، فإن شجرة الكريسماس يختارونها من الأشجار التي تحتفظ بخضرتها طوال العام كالسرو والصنوبر”دائمة الخضرة”.

وقبيل بداية 2019.. ترصد “ولاد البلد” أصل حكاية شجرة الكريسماس عند الفراعنة في السطور التالية:
قصة شجرة 

عماد هلال، باحث ثقافي بالفيوم، يقول إن شجرة الميلاد أصلها فرعوني، وهي من أسطورة إيزيس وأوزريس، ويرجع تاريخها عندما ملأ الشر “ست” إله الشر الذي كان يكره الجمال والحكمة والخير لأوزريس رمز الخير والحب، وقرر قتله بعد مؤامرة مع رموز الشر، وذلك لأن “ست” كان إله الفوضى والظلام في الأساطير القديمة.

أصل الحكاية

ومن أسطورة الإله المقدس أو أسطورة الميلاد، نرى أن أوزوريس عاش ومات ثم رُدت إليه الحياة ثانية، وفأصبح شجرة خضراء، لذا كان المصريون القدماء يرمزون للحياة المتجددة بشجراء خضراء.

حكاية التابوت

ويضيف هلال، دعى ست أوزوريس إلى حفل، وصنع تابوت مرصع بالذهب على مقاس الأخير، وأعلن في الحفل أن من يجد التابوت على مقاسه سيكون ملكًا له، ولكن لم يكن التابوت على مقاس أحدًا سوى أوزوريس، وعندما نام بداخله أغلقوا التابوت عليه وتم إلقائه بنهر النيل، وحمل التيار التابوت إلى شاطئ “فينيقيا”، واستقر تحت شجرة وافرة الأوراق الخضراء طوال العام.

واكتشف إيزيس أن هذه هي شجرة الكريسماس أو شجرة النماء، ومن هذه الأسطورة التي انتقلت إلى “بابل”، ثم انتقلت إلى أماكن كثيرة من العالم كرمز للحياة المتجددة، وبعدها للرومان.

أعياد الميلاد 

ويتابع، أن شجرة الكريسماس عادت وظهرت مرة أخرى في أعياد السيد المسيح. وقد فرض عيد ميلاد المسيح نفسه على العالم أجمع. ليشترك في البهجة بشجرة الكريسماس الخضراء كرمز للسلام والخير والنماء.

الزينة

ويردف الباحث، أنه يتم تزيين شجرة الكريسماس بالأجراس كرمز للعثور على الخروف الضال حسب العقيدة المسيحية. والشموع رمز عن السيد المسيح نور العالم، واللون الأحمر رمز الفداء والتضحية، وتأخذ الشجرة الشكل المخروطي.

من مصر إلى سوريا

وبحسب ما ذكر في كتاب لغز الحضارة الفرعونية، من تأليف الدكتور سيد كريم، وإنتاج الهيئة العامة المصرية للكتاب لعام 1996، فإن أسطورة الثالوث المقدس نفسه التي تمثلت في أوزوريس وإيزيس وحورس، والتي تعبر تعبيرًا فلسفيًا عن العقيدة نفسها، انتقلت هي وأعيادها وطقوسها وتقاليدها من مصر إلى كثير من الحضارات الأخرى، فظهرت في سوريا وعلى شواطئ فينيقيا، حيث حلت “عشتروت” – سيدة السماء محل إيزيس المصرية، وصورها المصررون على شكل “لبؤة” تحمل على رأسها قرص الشمس رمز الإله “رع”، كما حملت من روح الإله “ست”، رمز الحرب والقوة، ولذا رُسمت وهي تركب عربة حربية تجرها الجياد، وأنجبت الإله “بعل” الذي يعد حورس عند المصريين، واحتفل السوريون بعيد الميلاد مع عيد ميلاد حورس المصري.

تقاليد عيد الميلاد

وبحسب “كريم”، فإن أهم تقاليد عيد الميلاد عند القدماء المصريين كانت الاحتفال بشجرة الحياة. وكانوا يختارونها من الأشجار الدائمة التي تحتفظ بخضرتها طوال العام.

وقد سرت هذه العادة من الشرق إلى الغرب، فخرجت من مصر إلى سوريا ومنها إلى بابل. ثم عبرت البحر الأبيض لتظهر في أعياد الرومان. ثم عادت للظهور مرة أخرى في أعياد ميلاد المسيح. وهكذا فرض عيد الميلاد نفسه حاملًا معه شجرة الحياة أو “شجرة الكريسماس”، إلى أنحاء العالم.

أصل التسمية

وكان عيد الميلاد أو عيد ميلاد “أوزوريس” وتمثيل الأمة وقيامته، أعز ما يحتفل به المصريون ومن أهم أعيادهم الدينية. وسمي بعيد الميلاد نسبة إلى ميلاد حورس من روح الإله.

وكان يحتفل بهذا العيد أول شهر “كيهك”، أو “كا هي كا”، أي (روح على روح). وسمي بهذا الاسم نسبة إلى ميلاد حورس من روح الإله، وهو رابع أشهر التقويم المصري.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر