حرية السرد.. «أرض البشر» معرض فني بقاعة الباب سليم للفنان مهاب عبدالغفار

تتواصل فعاليات المعرض الفني «أرض البشر»، المقام بقاعة الباب سليم بمتحف الفن الحديث بدار الأوبرا، والذي تم افتتاحه الأسبوع الماضي، ويستمر حتى 23 سبتمبر الجاري. يضم المعرض 28 عملا فنيا بالحجم الكبير.. «باب مصر» يستعرض تفاصيل المعرض.

أرض البشر

معرض «أرض البشر» رؤية موازية لرواية أرض البشر للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت أكزوبيري. يقول عبدالغفار: “يدور المعرض حول فكرة رواية “أرض البشر”. وهي عبارة عن سيرة ذاتية حيث كان الكاتب يعمل طيارا ينقل البضائع من فرنسا إلى شمال إفريقيا وإسبانيا. وكان يصف الإنسان والأرض والأماكن. والمعرض قائم على هذه الفكرة الأساسية، وعلاقة الإنسان بطاقة العالم ككل والأماكن بشكل عام”.

وتابع: بناء على هذا تعتبر فكرة المعرض فكرة كونية إلى حد كبير. وذلك لكونها مطلقة أكثر منها فكرة محدودة. ومن ناحية أخرى فإن العنصر الأساسي الذي جذبني في النص الروائي لـ”أنطوان أكزوبيري”، هو الحرية في السرد. وهو ما انعكس علي وظهر في أعمالي إلى حد كبير.

جانب من الافتتاح
جانب من الافتتاح  
طاقة الحرية

ويستطرد عبدالغفار: “طاقة الحرية التي اكتسبتها من النص جعلتني أتحرر أمام سطح اللوحة من كل ما يحد من انفعالاتي الداخلية، وكنت أنطلق على السطح دون حسابات كثيرة. وبدأت استخدام ألوان أكثر حرية عن ذي قبل مثل الألوان المشعة كالأحمر القوي والأزرق. وهي الألوان التي غالبًا ما يكون الفنان حذر من استخدامها في مساحات كبيرة. لكنها كانت بالنسبة لي بمثابة مغامرة أحاول من خلالها إيجاد تعادل ما بين مساحة الفراغ والمساحة المشغولة المحملة باللون. ونجحت في الوصول إلى هذا التعادل بشكل تلقائي يتسم بالحرية”.

يقول: “تخليت عن الحذر وهو ما أدى إلى خلق قانون جديد للوحة. حيث أصبحت اللوحة قائمة على قانون بنائي نابع من عدم الحذر. وظهرت على السطح أشياء وعلاقات لونية جديدة. وظهرت أيضا فكرة أن تكون مساحة الفراغ أكبر من المساحة المشغولة، ولكن هناك تعادل وطاقات تعبير يحتاجها الفنان والعمل البصري”.

يرى عبدالغفار أن تجربة المعرض مختلفة، وكان يعمل عليها منذ فترة كبيرة وهناك لوحات نفذها على فترات متباعدة لكنها داخل التجربة أيضا، إلى أن أنتج التجربة بالكامل ونفذ مجموعة كبيرة من الأعمال وانتقى منها ما تم عرضه بالمعرض.

قاعات العرض العامة والخاصة

يتحدث الفنان التشكيلي عن قاعة “الباب سليم” بدار الأوبرا التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، والتي تختلف عن القاعات الخاصة أو الجاليريهات ويقول: “تعتمد القاعات الخاصة بشكل كبير على الهدف الاقتصادي والتسويق والبيع. حيث تنتظر المكسب المادي من وراء المعرض المقام بها، وبالطبع من خلال العرض في القاعات الخاصة يستفيد الفنان حيث يتم التسويق الجيد لأعماله كما يتم بيعها ما يحقق للفنان عائد مالي. ويتحول الأمر إلى أن يعرض الفنان سلعته التي يتم بيعها ويصبح اسمه معروف تتهافت عليه القاعات.

لكن للأسف دون النظر إلى قيمة الأعمال المعروضة من الناحية الفنية. وهو ما أدى إلى تردي الفن المعروض، والذي للدهشة يباع في كثير من الأحيان بأسعار كبيرة للغاية، في حين أن الأعمال ذات القيمة الفنية لا يراها أحد “.

ويضيف: أما القاعات العامة لا توفر هذا الجانب وهو التسويق، فهي توفر قاعات العرض فقط لجميع الفنانين بشكل مجاني ولا تنتظر الربح. وهي خدمة رائعة وفرصة كبيرة وخاصة لفناني الأقاليم البعيدة عن مركزية القاهرة. وتكون القاعات مجهزة بشكل لائق، ويتعامل القائمون عليها بحرفية ووعي يحسب لهم، لكن التسويق والدعاية ميزات توفرها القاعات الخاصة لا تتميز بها القاعات العامة، لذا فكل له مميزاته وعيوبه.

من لوحات المعرض
من لوحات المعرض
رسالة إلى الإعلام

يرسل الفنان مهاب عبدالغفار رسالة ونداء للقائمين على الإعلام والإعلاميين، بضرورة تسليط الضوء على الفنانين الذين تمتاز أعمالهم بقيمتها الفنية العالية. حيث يتاح أمامهم أي نوع من الدعاية، وهو ما يجعل الكثير من الفنانين يتوجهون للدعاية اعتمادا على علاقاتهم الخاصة.

ويختتم حديثه ويقول: “يجب أن يكون هناك تيار إعلامي يتبني الفنانين، ويعرف الجمهور بهم وبفنهم. واعتقد أنه يمكن من خلال هذا الدور الإعلامي أن يتم تسويق الأعمال الفنية ذات القيمة، حتى يستفيد الفنان من العائد المالي نتيجة بيع أعماله. لأنه من غير المعقول أن يظل فنان يرسم لمدة 30 عامًا ولا يبيع من أعماله طوال هذه الفترة إلا القليل. وهناك نماذج كثيرة على ذلك على الرغم من كونهم فنانين يتمتعون بالعمق الفني في لوحاتهم”.

اقرأ أيضا:

حوار| الفنان التشكيلي مهاب عبدالغفار: الأرض للبشر والجميع وطاقة الإنسان مشحونة بالتفاصيل

للاشتراك في خدمة باب مصر البريدية اضغط على الرابط التالي:

Babmsr Newsletter

النشرة الإخبارية الشهرية
مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر