دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

الآثار توضح حقيقة إعادة بنائه.. التفاصيل الكاملة لاكتشاف كتل «فنار الإسكندرية»

عادت قصة فنار الإسكندرية القديم – إحدى عجائب الدنيا السبع-  إلى الواجهة من جديد، بعد تداول صور ومقاطع تزعم استخراج كتل حجرية ضخمة من قاع البحر تعود إلى مبنى الفنار الأسطوري. وبين حقيقة علمية موثقة وتفسيرات متداولة نستعرض ما جرى بالفعل تحت مياه قلعة قايتباي، وما توصل إليه فريق الآثار الغارقة بشأن هذه الاكتشافات.

 حقيقة اكتشاف أجزاء من فنار الإسكندرية

بدأت القصة عندما تداولت منصات وسائل التواصل الاجتماعي معلومات حول محاولات استخراج 22 كتلة حجرية ضخمة من فنار الإسكندرية تزن حوالي 70 طنا. من أصل أكثر من 100 قطعة حجرية تم العثور عليها في قاع البحر بالموقع نفسه. فما حقيقة هذا الأمر؟

يقول الدكتور محمد مصطفى، كبير مفتشي الإدارة العامة للآثار الغارقة بالإسكندرية، إنه بالفعل تم استخراج 22 قطعة أثرية ضخمة من موقع فاروس على مدار عدة أيام في شهر يونيو من العام الجاري 2025.

وأوضح أن هذه القطع من ضمن 4500 قطعة أثرية موثقة بالفعل -حتى الآن- موجودة في تلك البقعة من البحر. أي أنها ليست مكتشفة حديثا كما أن هذا العدد لا يمثل كل الآثار الموجودة في الموقع.

وأضاف مصطفى أن عملية إخراج هذه القطع الضخمة وإعادتها مرة أخرى إلى الموقع تمت في اليوم نفسه. وكان الهدف منها تنظيفها وفحصها من جميع الجوانب، وتصويرها بطريقة الفوتوجرامتري، لمعرفة ما إذا يمكن تركيبها على قطع أخرى، وكذلك للتأكد من عدم وجود قطع أثرية مخفية أسفلها، نظرا لضخامتها. وأشار إلى أن هناك قطعا أخرى أصغر حجما تم فحصها في موقعها تحت الماء باستخدام البارشوت ووسائل أخرى متخصصة.

 حقيقة إعادة بناء فنار الإسكندرية القديم

تداول بعض مستخدمي مواقع التواصل أن هناك فريقا من العلماء يعمل على إعادة بناء فنار الإسكندرية، على أمل إحياء إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.

وردا على ذلك، أوضح الدكتور محمد مصطفى أن هذه القطع الضخمة يرجح بالفعل أنها كانت من العناصر الرئيسية للفنار. مشيرا إلى أنهم عثروا على القطع المكونة لبوابة الفنار، وتم تصويرها بالفوتوجرامتري لدراستها إلكترونيا لمعرفة إمكانية تركيبها مع قطع أخرى. وما الشكل الذي يمكن أن يتكون منها.

أما بشأن إعادة بناء الفنار نفسه، فتساءل مصطفى: “هل المقصود هو استخدام بقايا الفنار القديم في إعادة بنائه؟” وأجاب مؤكدا استحالة حدوث ذلك. موضحا أن مبنى الفنار القديم تهدم على مدار قرون، وكان آخر انهيار له في منتصف القرن الرابع عشر. وظلت بقاياه ملقاة قرابة 100 عام حتى جاء السلطان قايتباي وأقام قلعة قايتباي مستخدما في بنائها أجزاء من أحجار الفنار القديم. وبالتالي لا يمكن إعادة بناء الفنار من الأحجار المتبقية حاليا.

إعادة رسم الفنار القديم

أوضح الدكتور مصطفى أن ما يتم العمل عليه الآن هو إعادة رسم فنار الإسكندرية القديم باستخدام الأجزاء الأثرية المكتشفة تحت البحر. ومقارنتها بالنصوص التاريخية المختلفة لإعادة تصور شكل الفنار الحقيقي، وتحديد مواضع القطع الموثقة عليه.

وأكد أن الفريق عثر بالفعل على البوابة الرئيسية للفنار. وهي تتكون من كتفي الباب والعتبتين العلوية والسفلية، وهي أجزاء رئيسية في الرسم التخطيطي للفنار. إلى جانب أجزاء أخرى جرى التعرف عليها من خلال الأوصاف التاريخية التي ذكرها المؤرخون. أما الأجزاء التي لم ترد في الأوصاف وتوجد تحت الماء، فيتم فحصها لمعرفة مدى انسجامها مع العناصر الأخرى.

وأضاف أن الهدف من هذا المشروع هو توثيق ورسم فنار الإسكندرية علميا لاستخدامه في الدراسات والأبحاث، وليس لإعادة بنائه فعليا.

موقع سفح قلعة قايتباي وأهمية الآثار المغمورة

تحدث الدكتور محمد مصطفى عن أهمية موقع سفح قلعة قايتباي، موضحا أن الإدارة المركزية للآثار الغارقة نجحت في إخضاعه لقانون الآثار في يوليو 2024. ما يعني أن المنطقة أصبحت محمية قانونيا من أي نشاط يمارس عليها، ومنشور ذلك بالجريدة الرسمية.

ويعد هذا الموقع السبب في تأسيس إدارة مختصة بالآثار المغمورة بالمياه في أواخر عام 1996. إذ ظهرت الحاجة إليها بعد اكتشاف بقايا منارة الإسكندرية الغارقة عند سفح القلعة. وإعادة اكتشاف جزء من الحي الملكي تحت الماء في خليج الميناء الشرقي خلال عامي 1994 و1996.

وأوضح أن التأخر في تأسيس الإدارة كان نتيجة ضعف الاهتمام بهذا المجال في الماضي، رغم وجود اكتشافات متفرقة. إلى جانب نقص الإمكانات التقنية والتمويل اللازم لأعمال البحث والتنقيب تحت الماء في أوائل القرن العشرين.

مقر الإدارة المركزية للآثار الغارقة

يقع مقر الإدارة المركزية للآثار الغارقة في الإسكندرية، وتشرف عليها قطاع الآثار المصرية واليونانية الرومانية بالمجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة السياحة والآثار. ولم يكن اختيار الإسكندرية مقرا لهذه الإدارة من قبيل المصادفة. إذ يضم قاع البحر في ميناء الإسكندرية القديم وما حوله عددا لا يحصى من البقايا الأثرية، كما أن الأثريين السكندريين كانوا الأوائل في الاهتمام بهذا المجال والتخصص فيه.

وتتولى الإدارة مهمة حماية التراث المغمور بالمياه على امتداد السواحل المصرية في البحرين المتوسط والبحر الأحمر. وفي نهر النيل وفروعه، إضافة إلى البحيرات الداخلية الكبرى، وتشرف كذلك على جميع البعثات الأثرية العاملة تحت الماء.

اقرأ أيضا:

«كليوباترا» تثير الجدل من جديد.. ما الذي حدث في مهرجان الإسكندرية السينمائي؟

متحف«سيد درويش» في الإسكندرية.. وعود كاذبة تتجدد كل عام

إنشاء متحف «سيد درويش» في كوم الدكة: هنا تتعرّف على فنان الشعب

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.