استعادة تحية حليم في معرض «بر الأقصر الغربي»
يتواصل بقرية حسن فتحى بالأقصر، وعلى مدى شهر المعرض التشكيلي “با-كا” الذي تنظمه مؤسسة النديم «الفن من الناس وللناس». يضم المعرض 25 عملا مختلفا، لفنانين من أعمار وأجيال مختلفة منهم فتحي عفيفي ومحمد عبدالهادي وتامر سيد، كل منهم يمثل رؤيته الخاصة التي تعبر عن الإنسان المصري بهمومه وقضاياه ومشكلاته. كما يستعيد المعرض الفنانة الراحلة تحية حليم.. «باب مصر» يلقى الضوء على المعرض.
معرض با-كا
يقول د.محمد عرابي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة النديم: هذا المعرض يعد الثاني للمؤسسة التي تم إشهارها في عام 2016 وافتتاحها عام 2017، مشيرا إلى أن المعرض شمل مجموعة من الفنانين الذين يمثلوا اتجاهات مختلفة من الفن الحديث والمعاصر، وكذلك لوحات للفنانة الراحلة تحية حليم التي يعود زمنها إلى عام 1950، وهي فنانة رائدة أثرت في الفن التشكيلي بلوحاتها القيمة الجميلة على مستوى العالم. وتابع: يقام المعرض هذا العام تحت عنوان «با-كا» وهي كلمة تعني الروح المصرية “با” ما يميز الفرد عن غيره و”كا” تعني شرارة الحرارة.
وأضاف عرابي، حضر المعرض لفيف من الجماهير من مختلفي الجنسيات انبهروا بتنوع اللوحات الفنية والأعمال المقدمة التي تم انتقائها بعناية، كما تخلل المعرض ورش عمل للأطفال في الرسم والفن التشكيلي، حاولنا من خلال المعرض أن نجعل الأطفال يتفاعلوا مع اللوحات الفنية بخيالهم، وفتح نوافذ التفكير البصري والإبداعي لفهم بيئاتهم المغايرة.
ويكمل عرابي: المعرض سيستمر لمدة شهر مستقبلًا الجمهور بشكل يومي ويتخلله ورش عمل للأطفال، وستكتفي المؤسسة بتنظيم هذا المعرض لهذا العام، ليبدأ التخطيط لأنشطة العام المقبل، كملتقى الأقصر للفنون البصرية، ومصنع التصميم، الذي ينمي الجوانب الوظيفية الأكاديمية للحرفيين بالأقصر، كحرفة الخزف والفخار.
كما استقبلنا الزائرين من الأجانب والفنانين العرب من الجنسيات المختلفة السودانية والسعودية، والطلاب المصريين من الكليات المختلفة، حيث نصحوا الطلاب بتكوين الطبيعة البصرية للمكان التي تُخرن في عقلهم، قبل البدء في رسم اللوحات، وتصبح تلك الأشكال المرسومة لها معاني بداخلهم بالغة التعبير تثير الخيال، وذلك لتطوير أنفسهم في الفن التشكيلي.
واختتم حديثه: الفن من الناس وللناس، والمؤسسة هي حركة فنية فكرية في الأساس لخلق حراك بين الفنانين الأكاديميين والحرفيين والفنانين الناشئين، ونقدم إضافة فنية بإستراتيجية منهجية ومنظمة لهم.
كما أن فلسفة اللوحات المعروضة في المعرض تبحر بالسفر عبر الزمن بخيال الفنانين مختلفي الاتجاهات والأعمار ولعل قرية القرنة وقرية حسن فتحي بالتحديد لها أثر على التراكم البصري للوحات.
ترحيب الزوار
يقول عادل كبيده، فنان تشكيلي سوداني: إن المعرض قدم أعمالًا فنية تميزت بالتنوع من الألوان المختلفة، ويُعد جامع شامل لأسماء لامعة خضعت لانتقائية شديدة، ويذكر أن اختيار اسم المعرض “با- كا” جميل جدًا ويحمل معني فلسفي في الفن. ويساهم المعرض في بعض ما استهدفته إدارة المؤسسة ويوجد حس أسطوري عايشته اللوحات، وينوه بأن زيارته للمعرض حققت له إلهام كبير أثر فيه لما يحمله اسم المعرض واللوحات الفنية من فلسفة.
وأشار كبيده إلى أن الأمة العربية مرتبطة بالقيمة الجمالية والنفعية، فالفنان في الأقصر يعبر عن أهل ومجتمع الأقصر ويأتي السائحين ليتعرفوا من خلال لوحات الفنانين المحليين على مجتمعهم المحلي، فالجمال يحقق ذاته في اللوحات المحلية، ويؤثر على روح الفنان وسعادته.
ويذكر أنه سيأتي يومًا سنجد فيه الجمهور بالطوابير ينتظرون الدخول للمعرض لما يحمل في طياته من لوحات قيمة وجمالية ونفعية، ولأن المؤسسة من الناس وللناس فهي تستهدف المجتمع المحلي لأنه يعبر عن الجمهور وحياته.
تحية حليم
فيما يرى ناصر السعودي، رسام كاريكاتير سعودي، أن الجميل في المعرض والمؤسسة أنها استهدفت أيضًا الأطفال وهذا يجعلها تساهم في خلق جيل جديد من الأطفال الفنانين لديهم روح الفن، فالطفلة “عالية” ذات الأربع سنوات التي كانت ترسم في المعرض عندما جاءت مع جدتها ستكون نواة لفنانة في المستقبل.
ويذكر أن إقامة المعرض بالأقصر يُعد إلهاما للفنانين، حيث طبيعة المكان التاريخي بالأقصر وعبق المكان يؤثر على الفنانين، والمجتمع المحلي شريك أساسي في الفن وفي التأثير على لوحات الفنانين التشكيلين بالمدينة، على عكس الثقافة المنغلقة التي كانت لدينا في السعودية.
شافية أحمد، إحدى السيدات التي جلبت أحفادها معها إلى المعرض من مدينة الأقصر، تقول إنها تعرفت على فنانين جُدد لم تكن تعرف عنهم من قبل وتعرفت على اللوحات الجميلة التي دمجت بين الخيوط والنسيج وألوان الزيت، وتضيف أن مكان المعرض في قرية حسن فتحي المعماري الشهير أضفي عليه عبق تاريخي كبير.
وتضيف أنها جلبت أحفادها معها للمشاركة في ورش الرسم المقامة على هامش المعرض لتنمية موهبة الفن لديهم.
فيما تقول فاطمة مرسي، فنانة ناشئة جاءت من مدينة قوص خصيصًا لحضور المعرض: شرُفت بحضوري معرض BA &KA Art حيث تنوعت اللوحات المقدمة في المعرض بين فنانين مختلفي الأعمار والتوجهات الفنية واحتوى المعرض على لوحات فنية عبارة عن خليط بين مدارس الفن التشكيلي المختلفة.
كما استمتعت بوجودي كفنانة ناشئة بين نخبة من الفنانين الكبار ذوي الخبرة الفنية الكبيرة الفنان الكبير الدكتور محمد عرابي، عميد كلية الفنون الجميلة السابق بالأقصر، والفنان الكبير عادل كبيده، قادم من السودان لحضور المعرض، والفنان السعودي ناصر رسام الكاريكاتير، وتضيف أنها تحدثت مع الفنانين أثناء زيارتها للمعرض ووجهوا لها النصائح واستفادت من النقاش الذي دار معها حول المدارس الفنية المختلفة.