أحدهم يبحث عن المدينة المفقودة.. من هم أعضاء اللجنة العلمية لدراسة مشروع «تبليط الهرم»؟

كشف د.مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قبل أيام، عن أعضاء اللجنة العلمية التي تم تشكيلها بتكليف من وزير السياحة والآثار د.أحمد عيسى، لدراسة مشروع تكسية هرم «منكاورع» بالجرانيت لحسم مصير تنفيذ الفكرة. وقال وزيري -في حوار مع جريدة الدستور- إنها تضم د.زاهي حواس، عالم المصريات، ود.هاني هلال، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، والدكتور ميروسلاف بارتا، رئيس البعثة الأثرية التشيكية العاملة في مصر، والأمريكي مارك لينر، عالم الآثار المصرية.. «باب مصر» يستعرض سيرة الخبراء الأربعة.

د.هاني هلال.. خبرة دولية في البحث العلمي

يتمتع الدكتور هاني هلال بسيرة تمتد لأكثر من 30 عام من الخبرة المهنية في مجالات متعددة. بما في ذلك تطبيقات ميكانيكا وهندسة الصخور وعلوم الأرض في المشروعات الهندسية والحفاظ على الآثار. كما قام بإعداد وإدارة المشروعات وتمويلها. وقد قام بإدارة ودعم العلاقات الدولية والتعاون في المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية والبحث العلمي والبيئة.

تولى هلال أيضًا الإشراف على عدد من الرسائل العلمية. ونشر العديد من البحوث والمقالات العلمية في المجلات الدولية والمصرية المتخصصة، وآخرها دراسة فراغات الهرم الأكبر. عمل أستاذا بكلية الهندسة جامعة القاهرة (1993)، ورئيسا لجامعة سنجور بالإسكندرية (أكتوبر 2004). كان خبيرا في برامج علوم الأرض في مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة (1993)، ومستشار اليونسكو في المختبر الدولي لسكانترون، الأردن (2002). بدأ تدرجه الوظيفي منذ السبعينات، كمعيد بقسم هندسة المناجم، كلية الهندسة، جامعة القاهرة، أكتوبر 1974. ثم أصبح مدرسا للميكانيكا وهندسة الصخور وباحث بمدرسة المناجم العليا بنانسي، بالمعهد القومي التكنولوجي باللورين بفرنسا.

في التسعينات أصبح خبيرا في برامج علوم الأرض، بمكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة. ثم شغل منصب المستشار الثقافي والعلمي بالسفارة المصرية في باريس ومدير البعثة التعليمية بفرنسا وبلجيكا وسويسرا. في سبتمبر 2002، أصبح المنسق الوطني لمشروع الاتحاد الأوروبي لدعم التعليم العالي، واستشاري اليونسكو لمشروع المختبر الدولي لضوء السنكترون للعلوم التجريبية والتطبيقات لمنطقة الشرق الأوسط.

فيما بعد استعانت الدولة بخبراته في أكثر من مشروع يتعلق بمنطقة الجيزة الأثرية. وأصبح أمين عام صندوق تطوير التعليم، وعضو اللجنة العليا لترميم تمثال أبوالهول، هيئة الآثار المصرية، 1988. وأصبح عضوا باللجنة الدائمة للآثار المصرية، المجلس الأعلى للآثار، وعضو اللجنة الدولية للحفاظ على الآثار الحجرية الطبيعية. وفي عام 1998 حصل على لقب فارس في الآداب والفنون، وزارة الثقافة الفرنسية.

بارتا.. من التشيك لمصر

تخصص الدكتور ميروسلاف بارتا، رئيس البعثة الأثرية التشيكية العاملة في مصر، في علم المصريات منذ حصوله في التسعينات على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعتي هامبورج بألمانيا، وتشارلز في براج. وأصبح نائبا لرئيس الجامعة منذ عام 2019. كما تتعدد اهتماماته البحثية، بين آثار الهولوسين في شمال شرق إفريقيا؛ وعلم آثار المجتمعات المعقدة، وديناميكيات المناخ والقدرة على الصمود. خاصة خلال الألفية الثالثة والثانية، دراسة مقارنة للحضارات وتاريخ الماء.

عمله الرسمي كمتخصص في علم المصريات بدء منذ عام 1993، عندما أصبح عضو المعهد التشيكي لعلم المصريات. وبعدها بعامين أصبح المدير الميداني لمشروع أبوصير الجنوب. شغل عدة مناصب في المعهد التشيكي لعلم المصريات والمركز الوطني التشيكي لعلم المصريات. ثم أصبح مديرا للبعثة التشيكية في أوسلي بالسودان منذ عام 2008. ومنذ عام 2010 عمل مديرا للبعثة التشيكية في ميدان الهرم بأبوصير. وفي عام 2014 كان على كرسي WK Simpson المتميز لعلم المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

مشاريع حالية 

تعددت مشاريع د.ميروسلاف، وكان أبرزها توليه منصب رئيس اللجنة العلمية الدولية للمعرض المتنقل – عرض توت عنخ آمون. رحلة إلى ما وراء الظلام (Laboratoriorosso وCivita Consorcium) منذ عام 2019. بعدها أصبح عضوا بالمدارس الأمريكية للبحوث الشرقية، وعضو مركز البحوث الأمريكي بمصر. أصبح أيضا عضوا بمجلس مستشاري وزارة الآثار المصرية (المسح ثلاثي الأبعاد للأهرامات). وعضو لجنة المعارض المصرية الجديدة بمتحف سان دييجو للإنسان بالولايات المتحدة الأمريكية.

دراسة مشروع تكسية هرم منكاورع ليست الأولى في سيرته. إذ درس عينات وتحليل الخواص الكيميائية والفيزيائية للآثار المصرية القديمة، وكان مسؤولا عن مشروعات التنقيب بأبوصير. وإعادة بناء وتفسير بقايا السفينة الأثرية بأبوصير عن المتحف المصري في مانهايم، ألمانيا. بالإضافة إلى تحليل التماثيل من أبوصير، ودراسته عن طبيعة التاريخ المصري القديم عن جامعة كيوتو، وإجراء مسح ثلاثي الأبعاد للأهرامات.

أصدر د. ميروسلاف عددا من الكتب، من بينها سلسلة أبوصير وسقارة الدولية عن المعهد التشيكي لعلم المصريات. ونظم عددا من المؤتمرات عن منطقتي أبوصير وسقارة منذ عام 2005. كذلك المؤتمر الجيولوجي الأثري الثاني: مقبرة ممفيت (مصر) في ضوء البحوث الجيولوجية الأثرية والبيئية.

سيرة مارك لينر 

استمر عمل د.مارك لينر في مصر لمدة تزيد عن 40 عام. وهو مدير ورئيس مؤسسة شركاء أبحاث مصر القديمة (AERA) وهي منظمة أمريكية غير ربحية. ويعد لينر رائدًا في استخدام أحدث الرسومات الحاسوبية وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد لنمذجة التكوين القديم لهضبة الجيزة. بالإضافة إلى عمله باحثا مشاركا وأستاذا مساعدا زائرا في علم الآثار المصرية في المعهد الشرقي ومتحف هارفارد.

في عام 1984، بدأ مارك مشروع رسم خرائط هضبة الجيزة لفهم كيفية تنظيم بناة الهرم. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة ييل وبدأ التدريس في جامعة شيكاغو. وترك هذا المنصب لإنقاذ “مدينة بناة الهرم المفقودة”.

ولد مارك في داكوتا الشمالية وفي عام 1973 ذهب إلى مصر بدوام كامل وتخصص في الأنثروبولوجيا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. عمل في المواقع الأثرية مع البعثات الفرنسية والبريطانية والألمانية والمصرية والأمريكية. وكشف سر نجاحه في حوار قديم مع مجلة (robinsongardens): «أتيحت لي الفرصة والبدء في إجراء بحث أولي في الجيزة. والبحث والعثور على أشياء لم يفعلها أحد من قبل، وذلك بفضل ارتباطي بزاهي حواس. وكان وزيرًا للآثار لسنوات عديدة وأصبح أحد أفضل أصدقائي. لقد كان له تأثير كبير في مسيرتي وما زال كذلك».

المدينة المفقودة لبناة الهرم

رسم مارك خريطة لأبوالهول، وكان مهتمًا بالعثور على أدلة حول أين وكيف عاش بناة الأهرامات في الألفية الثالثة قبل الميلاد. كان يبحث عن معلومات عن “مدينة الأهرامات المفقودة”. بين عامي 1999 واليوم، نجح علماء الآثار في AERA في إنقاذ 10 أفدنة من هذه المدينة المفقودة. قامت الفرق بحفر ثكنات العمال، ومخازن الحبوب، والمخابز، ومكاتب الكتبة، وحظائر الماشية، وحتى الميناء. ووجدوا أدلة على استهلاك الخبز والأسماك واللحوم لآلاف الأشخاص.

أحد المشاريع الغريبة في قائمة مارك هو استكشاف ما يقع تحت ملعب كرة قدم على هضبة الجيزة. ويتفاوض مع الوزارة لإزالة ملاعب كرة القدم. ويعتقد أن تحت هذا الملعب قصر ملكي ضخم تابع لخوفو.

سيرة زاهي حواس

يعد د.زاهي حواس (مواليد 28 مايو 1947) عالم الآثار الذي شغل منصب وزير الآثار المصري عام 2011، أحد أعضاء اللجنة المشرفة على تقييم المشروع. نشأ بالقرب من دمياط، ودخل جامعة الإسكندرية بهدف أن يصبح محاميًا. في نهاية المطاف غير مسار دراسته إلى علم الآثار اليوناني والروماني.

وأثناء عمله كمفتش في دائرة الآثار أنهى دورة الدراسات العليا لمدة عام واحد في علم المصريات في جامعة القاهرة. حصل على زمالة فولبرايت ثم حصل على درجة الدكتوراه في علم المصريات بجامعة بنسلفانيا وتخرج فيها عام 1987. ثم عاد إلى مصر حيث تم تعيينه مديرا عاما للآثار بمكتبة الإسكندرية، مجمع أهرامات الجيزة وكذلك المواقع التاريخية في سقارة والواحات البحرية.

وفي الجيزة عام 1990، اكتشف حواس مقبرة تضم مقابر بناة الأهرامات. وبدأت شهرته في أواخر التسعينيات عندما بدأ أعمال التنقيب في مجموعة واسعة من المقابر في الواحات البحرية. ثم تم تعيينه أمينًا عامًا لهيئة الآثار المصرية في عام 2002. وبحسب سيرته الذاتية على موقع “britannica” لاحظ النقاد ميله نحو تعظيم الذات بشكل عفوي، مما قلل من إنجازات رجال الآثار الآخرين. واتهموه بأنه غالبًا ما كان يفضل العلاقات العامة على العلوم. وتم نشر القليل من نتائجه العلمية في المجلات التي يراجعها الخبراء والمحكمين الدوليين.

بصفته رئيسا سابقا للهيئة، أدار حواس العديد من مشاريع التنقيب الأخرى التي أدت إلى اكتشافات أثرية. كما بدأ مشروع المومياء المصرية، والذي فيه استخدم تقنيات الطب الشرعي الحديثة مثل عمليات المسح المقطعي لدراسة المومياوات الملكية وغير الملكية. في يناير 2011، تم تعديل الحكومة، وتعيينه في منصب وزير الآثار، وبعدها ظل في منصبه لبضعة أسابيع فقط. ثم استقال في مارس، وبعد أقل من شهر من استقالته، أعاد رئيس الوزراء المصري المؤقت عصام شرف تعيينه وقتها.

ومع ذلك، واجه حواس انتقادات متزايدة من علماء الآثار المصريين الذين استنكروا أسلوبه. وبلغت معارضة حواس ذروتها في سلسلة من المظاهرات المطالبة بإقالته، والتي قادها علماء الآثار المصريون خارج مقر وزارة الآثار. في يوليو 2011، كان حواس واحدًا من أكثر من عشرة وزراء حكوميين تم عزلهم من مناصبهم في إعادة تنظيم مجلس الوزراء.

اقرأ أيضا:

الصحف العالمية تسخر من «تبليط» هرم منكاورع: «عاوزين نعدل برج بيزا المائل»!

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر