أصغر عازف على الطبلة بسوهاج: سأظل أزاول هوايتي حتى بعد التحاقي بالجامعة
تصوير: أحمد دريم
بكفين رقيقين، ووجه يحمل في تفاصيله براءة أحباب الله، يقف إسلام أحمد، أصغر عازف على الطبلة، شامخًا يعزف على الطبلة بثقة تضاهي ثقة شيوخ الفرقة الذين يتوسطهم على أرض ميدان أبوالحجاج، خلال فعاليات المهرجان القومي للتحطيب، إذ يبلغ عمره 11 عامًا، لكن تمكنه من العزف عليها وإتقانه لفن الطبلة جعله واحدًا من أعضاء فرقة سوهاج للآلات الشعبية.
يقف موجهًا نظره ناحية راقصي العصا بقلب الميدان، الذين يلوحون بها على أنغام ما تنتجه فرقة الآلات الشعبية التي يعتبر الطفل واحدًا منها، وهو يقرع طبلته بعصا تسهم في اكتمال عزف الفرقة.
ملابس الفرقة
يرتدي إسلام ذات الملابس التي يرتديها أعضاء الفرقة، وهو الجلباب الصعيدي والعمة. مشيرا إلى إنه تعلم فن الطبلة من جده ووالده. وهم أعضاء بفرقة سوهاج للآلات الشعبية وفرقة النيل بمسرح البالون.
الاستعراض الفني الذي قدمته الفرق المشاركة بالمهرجان، ظهر كلوحات فنية من التراث المصري رسمها وجسدها الراقصون بمهارة واقتدار. وذلك بفضل أنغام الطبل والمزمار، ليعبر المشهد عن اللعبة في مناسبة الفرح الصعيدي. من خلال المزج بين لاعبى التحطيب وراقصي فرق الفنون الشعبية في تابلوه استعراضي كبير.
“المهنة وراثة؛ فوالده وعمه يعزفان المزمار، ونجل عمه يعزف على الطبلة”، هذا ماقاله عم الطفل، مشيرًا إلى أن إسلام تعلق بفن الطبلة، فحتى وإن كان بمفرده تجده يقرع على الطبلة وكأنه يدرب نفسه ويسمع نتاج آدائه.
العزف والدراسة
ويضيف عم الطفل؛ أن شغف إسلام بالطبلة جعلنا نمنعه منها أحيانًا حتى لا تشغله عن دراسته، إلا أنه يأبى ذلك.
ويقتطع إسلام الحديث مؤكدًا أن عشقه للطبلة لم يؤثر على مستواه الدراسي ولم يمنعه من آداء واجباته الدراسية. فهو رغم خروجه مع الفرقة للعزف في الأفراح لكنه يواظب على الحضور بالمدرسة. مضيفًا: حتى لو دخلت الجامعة هعزف طبلة”. قالها بحماس ينم على ولع ابن الحادية عشر بالفن الذي نشأ عليه.
يُشار أن المهرجان القومي للتحطيب في دورته التاسعة انطلق بمحافظة الأقصر في الـ24 من ديسمبر الحالي. واستمرت فعالياته على مدار خمسة أيام. وقدمت خلالها فرق الآلات الشعبية والفنون عروضًا مبهرة عبّرت عن التراث والفلكلور الصعيدي بدقة.