أحفاد العارف بالله "النُعماني" يروون سيرته في ذكرى مولده
في رحلة بحثنا عن سيرة العارف بالله النعماني، صاحب الضريح المعروف بصفارة دشنا، الذي انطلق الاحتفال بمولده في 13 من شهر ربيع الأول، لم نجد أي توثيق من كتابات المؤرخين حوله، واعتمدنا على مرويات اثنين من أحفاده.
أصوله وحياته
يقول أبو بكر حسن، 81 عاما، بالمعاش، من صفارة دشنا، إن الشيخ النعماني هو جده لوالدته فاطمة حسن مبارك النعماني، مشيرا إلى أن الشيخ توفي منذ ما يقرب من 200 عاما، وأنه لا يوجد وثائق مكتوبة توضح نسب الشيخ ولكن من المتعارف عليه في منطقة صفارة أنه قدم من شبه الجزيرة العربية بعد الفتح الإسلامي وكان من أوائل من استقروا بمنطقة صفارة، وهي الاسم المحرف لوادي الصفراء بالمدينة المنورة.
ويوضح حسن، أن الشيخ النعماني كان زاهدا وورعا وعرف عنه التواضع الشديد وعفة النفس، وكان يعلم الأطفال والشباب القرآن دون الاتفاق على أجر محدد بل كان يكتفي بما يهبه له الأهالي طواعية وأحيانا كثيرة كان يعلم أبناء الفقراء دون أجر، مضيفا أن جدته روت له أنه عرض عليه من بعض الوجهاء أن يعين في المحكمة الشرعية لكنه رفض وفضل أن يستمر في تعليم القرآن .
مسجده وضريحه
ويشير محمد حسن، الحفيد الثاني، 70 عاما، مزارع إلى أنه بعد وفاة الشيخ في حوالي سنة 1800 دفن في ضريحه المعروف بجبانة الصعايدة، وبعد فترة قام الأهالي بتحويل منزله إلى مسجد جمل اسمه، لافتا إلى أن المسجد كان من الطوب اللبن ومسقوفا بقلوع النخيل وظل على هذه الحالة إلى فترة الخمسينات حين بني لأول مرة بالأسمنت، ثم ضم إلى الأوقاف، وأعيد تجديده على مدار الثمانينيات والتسعينيات وأخيرا في عام 2000، وأصبح اسم الشارع شارع النعماني.
ويتابع حسن، أن جدته حكت له أن الشيخ النعماني كان ضخم الجثة أبيض الوجه وكان أصلعا، ومعروف عنه التزام الصمت الذي كان يستمر أحيانا لأيام لافتا إلى أنه في فترة الثمانينيات قرر الأهالي بناء ضريح مشهد له بمسجده، مشيرا إلى أنه اعتبارا من ذلك التاريخ بدء الأهالي إقامة الاحتفال بمولده كل عام في 13 من شهر ربيع الأول.
15 تعليقات